‏كوبولا: من إبداع الحكاية إلى إبداع الإنتاج!!

‏بمناسبة مرور 50 عاماً على العرض الأول لفيلم (العراب) سئل مخرجه (فرانسيس فورد كوبولا) قبل أسبوعين، عن سر استمرار انجذاب الجمهور لمشاهدة العراب حتى الآن، فقال: (السر يكمن في الحكاية التي كتبها لورينزو بوزو، وفي أداء الممثلين المبدعين، وفي وجود مارلون براندو المذهل، وفي التصوير الحساس، وفي الموسيقا المعبّرة… كل هذه العناصر شكّلت سرَّ بقاء جاذبية العراب. حياً حتى الآن ).. كوبولا مخرج العراب أسند سر الجاذبية الحية للفيلم إلى أمور توفرت له في إخراجه، ولم ينسبها لنفسه، رغم أنه سُّر أسرارها ..من هنا عبقريته كمخرج.

‏في التدقيق بما اعتبره كوبولا سَّر بقاء الفيلم حياً، وتحوله إلى أيقونة في تاريخ السينما، نجد أنه مركٌّز على الحكاية باعتبارها أساس وسرَّ النجاح و الجاذبية المستمرة، والتأثير الحي. حكاية الرواية التي لاحقت مصائر عائلة مهاجرة من إيطاليا إلى أمريكا، وهي حكاية الصراع للبقاء و على المال والمصالح، وصراع الغيره والحقد، والسعي للمكانة. هذه الحكاية شكّلت أساس الحكايات المتفرعة عنها. وما أداء الممثلين الذين تحدّث عنهم كوبولا إلّا الحكاية مجسدة. إنها الحكاية التي روى من خلالها الممثلون حياة شخصياتهم، وتمثيلهم ليس إلّا الحكاية المعيشة والمجسدة بإبداع أدائهم، أما وجود مارلون براندو فهو بالفعل ‏حكاية الحكايات، لأنه عاش حكاية رب العائلة، ومؤسس سلطتها، بشكل يشعر المشاهد بأنفاسها ونبضها. كذلك التصوير, فهو التقاط الضوء والظل. في حركة الأحداث ليقدم الحكاية في الصورة وظلالها وأنوارها وزواياها. أما الموسيقا فكانت الحكاية عبر الأصوات والألحان والنغمات. إنها الحكاية عبر الصوت بارتقائه إلى المجرد الواصل إلى الروح. باختصار؛ يرجع كوبولا سرَّ بقاء العراب حياً ومؤثراً برغم مرور نصف قرن على أول عرض له، إلى الحكاية الرواية والتي ولّدت الحكاية في الأداء، والحكاية في الموسيقا، والحكاية في التصوير، وحكاية الحكايات، هو من جمع هذه الحكايات في الحكاية الأم. إنه إخراج كوبولا نفسه. وهذا درس في الإخراج مفاده أن إبداع المخرج ينبع من تقديره واحترامه والتقاطه لروح الحكاية الرواية، وتوظيفها المبدع لحكايات التمثيل والتصوير والموسيقا. كما أن في تجربة العراب حكمة نجاح الدراما. في التقاط الروح الباعثة للحياة الدائمة فيها وهي( الحكاية) بكل مكوناتها من الرواية إلى الإنتاج إلى الترويج.

‏تصريحات كوبولا حول سّر نجاح الدراما واستمرارها حية. سبقت انعقاد ندوات الدراما في دمشق بأسابيع. فهل حرصت هذه الندوة على العمل لتوفير ما ينعش روح الدراما، ويعطيها شحنة الحياة المستمرة، ويبقيها حية على مدى الأيام، هل عملت ندوة الدراما على توفير البيئة المحفزة لإبداع الرواية الحكاية تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً؛ البيئة التي توفر لمبدعي الدراما الطاقة اللازمة لإبداعهم من الإمكانات المادية و من شروط الإنتاج المبدع. و التقاليد المهنية، البعيدة عن تطاول المنتجين الأميين أو المديرين البليدين. وفي إتاحة الحرية و الاحترام للدراما كثقافة حضارية …. نأمل ألّا تكون ندوة الدراما مناسبة خطابات كما كانت مثيلاتها في السنوات السابقة و خاصة أننا نملك كل مقومات إنتاج درامي مبدع . و مطلوب للمشاهد العربي في كل مكان . فهل نحسن استثمار إمكاناتنا.؟؟ نأمل ذلك .!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية