تمزيق الكتب والكراسات
أحزنني وآلمني ويشاطرني الكثيرون في ذلك منظر تمزيق الكتب والكراسات المدرسية أمام عدد من المدارس، وفي الطرقات مع نهاية كل عام دراسي، ونحن مقبلون على امتحانات شهادات التعليم الأساسي والثانوي بفروعه المختلفة.
يتساءل الكثيرون ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، وما الإجراءات الوقائية للحد منها؟، لكونها باتت لا تقتصر على مرحلة عمرية فقط، أودولة ما دون غيرها من الدول، ما يستدعي الوقوف عندها ملياً لتجاوزها وتلافيها في المستقبل القريب.
السؤال الذي يفرض نفسه ماذا فعلت الجهات الرسمية لردع ذلك السلوك المنفر والمزعج الذي يمارسه عدد من الطلبة؟
أين الأسرة من هذا السلوك المشين لبعض أبنائها من التلاميذ والطلبة، وماذا فعلوا تجاه تصرفاتهم، وهل هناك من تابع أو تواصل معهم للحد من هذه الظاهرة، ولتقويم سلوك الأولاد في هذا الجانب.
هناك من أصحاب الاختصاص ما يرى أن هذا السلوك يعود لعوامل مجتمعية ونفسية وتعليمية، من خلال التقليد الأعمى لأصدقاء السوء من الطلاب، الذين يتباهون بهذه السلوكيات، ويجاهرون بها في ظل غياب المتابعة والإرشاد لتلك النماذج من الطلبة، وغالباً غياب برامج التوعية الضرورية لتلافي تلك التصرفات.
هي من دون شك تندرج تحت عوامل نفسية ومدرسية، وكذلك درجة الوعي في الحفاظ على الممتلكات الشخصية من جهة، والمنظر العام للحفاظ على البيئة الذي يربك عمال النظافة، ويكبدهم المزيد من الأعمال الشاقة لتنظيف ما فعلته الأيادي العابثة، غير المبالية بأي مظهر بيئي حضاري، وتشكو من سلوك مهذب تجاه ممتلكات تخصهم.
المعنيون في قطاعي التربية والتعليم مطالبون اليوم بمزيد من الدراسات الميدانية التي تخصهم على صعيد التنشئة الاجتماعية بالتعاون مع الأسر، لتجاوز مختلف المشكلات التي يعاني منها أبناء هذا الجيل، على أكثر من صعيد وليس أقله تمزيق الكتب المدرسية والكراسات.
ويبرز هنا دور الأسرة الخلية الأولى في المجتمع في توجيه وإرشاد أولادهم، وتعويدهم على أهمية اقتناء الكتاب والحفاظ عليه، والاستفادة منه مجدداً في العطلة الصيفية لتثبيت الكثير من المعلومات المهمة الواردة فيه.
وقيام المدارس بالطلب من الطلاب بالتبرع لمن لا يستطيع شراء الكتب كي تعم الفائدة، وخاصة نحو الطلبة غير المقتدرين المحتاجين، وبذلك نكون قد خففنا أعباء اقتصادية عن بعض الأقارب أو الجيران المحيطين بنا، وتالياً زرع روح التعاون والتعاضد بين أفراد المجتمع.