محاولات النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين تتريك المناطق التي يحتلونها في شمال سورية لم تتوقف يوماً منذ غزت قوات أردوغان وأذرعه الإرهابية أرض سورية.
سياسات ممنهجة في “التتريك”، كانت ولا زالت الشغل الشاغل لهذا النظام، فلا يكاد يمر وقت بين الاعتداء والآخر، حتى يقوم بتغيير في التسميات الوطنية السورية، وإحداث دوائر تهدف إلى طمس الهوية العربية السورية للمناطق التي يحتلها مع مرتزقته، لترسيخ واقع جديد.. في هذا السياق يمكن قراءة إقدام أردوغان على افتتاح كلية ومعهد عال يتبعان لجامعة إسطنبول، في بلدة الراعي بريف محافظة حلب الشمالي.
هذا الاعتداء المدان، يشكل استمراراً للممارسات نفسها، بأشكالها المختلفة، في تأجيج وإطالة أمد الأزمة في سورية، ودعم جماعات وتنظيمات إرهابية مثل “جبهة النصرة” و”الإخوان المسلمين” و”داعش” لخدمة أجنداته وتحقيق أطماعه وأوهامه العثمانية.
بالتوازي أيضاً، واستمراراً للسياسة نفسها، يعمد أردوغان إلى تغيير أسماء مناطق ومدارس ومؤسسات سورية، ورفع علم الاحتلال عليها، إضافة إلى إحداث تغيير ديموغرافي، عبر تهجير سكان القرى والبلدات وإسكان الإرهابيين وأسرهم فيها، ناهيك عن المضي في دعم الإرهابيين لسرقة ونهب ممتلكات الأهالي ومحاصيلهم، وابتزازهم عبر خطف أبنائهم، والإفراج عنهم لقاء مبالغ مالية كبيرة.
ما يقدم عليه أردوغان خطير بكل المقاييس، بل لا تقل خطورته عن خطر الإرهاب نفسه، ويوازي إن لم يكن أخطر، ما يقوم العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الأرض السورية، فجميع ممارسات هؤلاء الأعداء، تشكل خرقاً فاضحاً وانتهاكاً للسيادة السورية وتندرج في سياق الانتهاكات المتواصلة للقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية.
كل ما يقوم به أردوغان وإرهابيوه مرفوض جملة وتفصيلاً، والتصدي لجرائمهم واجب على كل سوري، فمقاومة الغزو التربوي بكل الطرق المشروعة، لا تقل أهمية ونجاعة عن مقاومة الغزو العسكري الإرهابي.
أن تمثل وتكريس هذه القيم في الممارسة كفيل بفشل كل محاولات التتريك والسيطرة، عندها سيكون مصير كل ما أقدم عليه الإرهابي وأذرعه إلى زوال، والسوريون يعرفون جيداً كيف يطوون فصول هذه المحاولات، ولديهم أكثر من شاهد عبر التاريخ، ولعل طي صفحة الاحتلال العثماني البغيض، وسياسات “التتريك” هي ما يعني أردوغان؛ وهذا على سبيل المثال لا الحصر..