سعادة الإنارة

في بحث ظنّي منشور إنّ نصيب الإنسان من اللعب في سن الطفولة السعادة يعني نصيبه من السعادة على امتداد العمر، وإنّ عدد ساعات السعادة في عمر الإنسان, ذكوراً وإناثاً، يتقلّص مع التقدّم في العمر، ليبلغ قاعه الأدنى في أواخر ثلاثينياته وأربعينياته، ثم يعود ليرتفع بشكل طفيف في الكهولة، بما كان يعني، في حينه, تشجيع الأطفال على اللعب، بوصفه فرصة العمر لتحصيل القسط الأعظم من السعادة, ولا شكّ في أنّ السعادة مفهوم زئبقي غير قابل للتعيين العلمي، ولكن الأكيد أنه نقيض الكآبة والحزن, وجميع ما يقع في خانة التكدير، والتبئيس، والتيئيس, ومع ذلك يتحدّث الناس عن السعادة، ويعملون من غير هوادة على تحصيلها، وتوفير أسبابها بالقدر المستطاع.
وفي هذا الشأن نستطيع أن نغبط أنفسنا في بلادنا ذات الضوء الطبيعي الوفير صيفاً وشتاء، وذات المناخ المعتدل الدافئ، نغبط أنفسنا على ما نحن فيه، وعلى ما توفّره لنا طبيعة هذه البلاد من أسباب عظيمة للسعادة، خلافاً لبلدان الشمال التي يعاني قاطنوها كآبة مزمنة بسبب التعتيم والظلال القاتمة الناجمة عن طبيعة تلك البلدان التي لا يزورها ضوء النهار خلال الشتاء إلاّ لماماً. مع الإشارة إلى أنّ أكثر الأمور تسبيباً للسعادة, بإطلاق الدلالة, ماثل في الأمور المتاحة للناس جميعاً من غير منّة أحد، ومن غير أيّ تكلفة مالية، والمقصود بها الشمس والفيء والهواء.
المشكلة أنّ الشتاء في بلادنا يقلّص متعة الإضاءة الطبيعية، وتأتي بعض الجهات المعنية عن الإنارة الصنعيّة لتساعد فصل العتم، ومن تجلّيات ذلك أنّها موجودة لقطع الكهرباء بانتظام، مع تذكيرها بأنّ المسألة تتطلّب حلولاً عبقرية شجاعة، لا مجرّد تنظيم لعمليات قطع الكهرباء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار