شوشرة المصالح..!
أسئلة كثيرة تدور في ذهني حول حالة التخبط الإداري في معظم القطاعات, وخاصة الإنتاجي منها والخدمي, وهذا يثير الاستغراب ومجموعة من إشارات الاستفسار تفرض حالها بطريقة نعدها أكثر من واقعية, لأننا نعيشها بأدق تفاصيلها بصورة يومية, وهذه التفاصيل تظهرها بوضوح في قطاعات ملموسة منها الأزمات المتلاحقة: (غاز – مازوت – خبز- سكر – زيوت – سمون ) وغيرها كثير, من دون أن نذكر ما يحصل لموسم الحمضيات والبندورة , أو الشركات المنتجة وغير ذلك كثير, لا نريد الدخول في تفاصيلها أكثر؛ ما من مواطن إلا ويعرف عنها أكثر منا, وكل ذلك مرده لتخبط واضح في إداراتها, والاختباء خلف المبررات, التي تحمل الكثير من العموميات «شكلاً ومضموناً», وهذه دوامة لم نستطع الخروج منها, أو مجاراة الواقع بصورة صحيحة وواقعية يتقبلها المواطن..!؟
وما يثير الاستغراب أكثر, عبارات التنظير والإكثار من لغة العموميات المصبوغة بقصص الروتين وطرق التواصل بين الإدارات والاختباء خلفها بدواعي الخوف من المسؤولية وحرص أكبر على المصالح الشخصية..!؟
هذا بدوره يقودنا إلى أننا حتى تاريخه لم نفهم معنى العمل الإداري بماهيته الصحيحة, ولا كيفية ممارسة الصلاحيات بوعي ومسؤولية, واحترام تراتبية المفاصل الإدارية, والوصول إلى حالة أخلاقية نستطيع من خلالها تحمل المسؤولية بصورة صحيحة وممارسة فعلية لها تضمن نجاح العمل من دون شوشرة المصالح والحسابات الشخصية في العمل..!
مع أسفنا الشديد أن ظروف الأزمة الحالية ساهمت بنمو ذلك والابتعاد بصورة واضحة بالعمل الإداري إلى ضفة الخوف والارتباك, إلى جانب نمو قسم كبير من الإدارات التي ترقى بالعمل وفق منظارها الشخصي وتقاطع مصالحها في الضفة الأخرى , ما يعكس صورة البطء في تطبيق الاصلاح الإداري وتعثره في مواقع كثيرة برغم حالة الزخم الكبيرة في الإنجاز والتطبيق ..!
والأسباب متعددة أهمها أن الإدارات لم تتغير سوى بالأقنعة وقليل من تغيير الأسلوب, وإعادة ترتيب للأولويات وفق مصالح محددة أغلبيتها تحمل الكثير من الشكوك في التطبيق الفعلي خدمة للصالح العام, والأهم حالة الهروب من المسؤولية والاختباء خلف مبررات هي في الأساس ضاغطة باتجاه عدم التطوير وتكريث حالة البطء في التنفيذ لكامل مكونات العمل؛ الإدارية منها والإنتاجية ..!
وهذا بدوره يشكل حالة ضغط كبيرة على المواطن ومعاناة أكبر في تأمين مستلزماته اليومية التي يختبئ الكثير من المسؤولين خلف كل ما ذكرناه ..!
فهل يسقط كل ذلك مع أمنيات هذا العام بواقع أفضل للجميع..!