العروض فرصة سانحة لإعادة الثقة في السوق لكن بشروط

دمشق _ إلهام عثمان:
تشهد الأسواق التجارية في سورية، خاصة بعد زوال النظام البائد، تحولاً كبيراً في طريقة عملها ونموها، إذ يعتبر عنصر العروضات والتخفيضات واحداً من أبرز الاستراتيجيات التي اعتمدتها الشركات والمحلات التجارية لجذب الزبائن وتعزيز المبيعات، بالإضافة إلى إعادة بناء الثقة في السوق.
حالياً تشهد السوق تخمة بأنواع مختلفة من العروض على منتجات منها محلي الصنع وأخرى مستوردة، حيث يبلغ سعر 3 قطع من “التونا” 25 ألف ليرة، أما المرتديلا 3 قطع 15 ألف ليرة، جبنة المثلثات 3 علب 15 ألف ليرة، والبسكويت التركي 4 قطع ب10 آلاف ليرة، ومن الجدير بالذكر إن الجودة لتلك العروض متوسطة.
والألبسة يبلغ سعر جاكيت الجوخ 200_450 ألف ليرة بعدما كان ب600_700 ألفاً، أما الجينزات بلغ سعر بنطال الجينز 70_100 ألف ليرة بعدما كان 150_225 ألفاً.
وأما مستحضرات التجميل فكان لها الحصة الأكبر في إنخفاض الأسعار في تلك العروض.
وهنا أكد الخبير الإقتصادي محمد فوال من خلال تصريح ل” الحرية”، أن العروض تلعب دوراً حيوياً في إنعاش الأسواق، حيث تساهم في إيجاد بيئة تنافسية بين المحلات التجارية، ما دفعها لتقديم ميزات إضافية لجذب الزبائن، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، حيث  أصبحت العروضات الملاذ للكثيرين لشراء احتياجاتهم بأسعار أقل من خلال تخفيضات في أسعار السلع الألبسة أو الأغذية أو المعلبات وخاصة بعد إزالة الحواجز بين المحافظات ما سهل حركة التنقل،  فبات من اليسير دخولها ووفرتها بشكل أكبر.
وعن أهمية العروض في السوق التجاري بين فوال أنها تعتبر فرصة لتعويض الانخفاض في القوة الشرائية، حيث يسعى الناس للحصول على أفضل الأسعار لأفضل المنتجات وأن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت النافذة التي تحاكي المستهلك وتجذبه، لا سيما أنها تؤدي لبروز بيئة تنافسية بين المحلات، ما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات، وبالتالي تقديم أفضل العروض لجذب العملاء.
ولفت فوال إلى أن العروض تساهم في تخفيف آثار الأزمات، خاصة بعد الأحداث المأساوية التي مرت بها سورية، وبالتالي تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الأسر، ما عكس روح الأمل في إمكانية العودة إلى الاستقرار، ومن جهة أخرى تسمح العروض للمحلات التجارية بتسويق منتجات جديدة بأسعار منخفضة، ما يساعد الشركات في إدخال إبداعاتها للسوق وجذب انتباه المستهلكين ما يسهم في بناء قاعدة عملاء وفية.
وأشار فوال إلى التحديات التي تواجه أصحاب المحلات مثل تقلبات السوق والظروف الاقتصادية، وهذا يحتاج إلى تحليل دقيق لأسعارها وللمنتجات التي تقدمها المحلات بالإضافة لأهمية دور الرقابة التموينية، لضمان التوازن بين تقديم العروض وجني الأرباح.
وأخيراً لا بد من تكثيف الرقابة على سلامة المواد الغذائية المنتشرة على البسطات، ومدى جودة باقي المنتجات المعروضة ضماناً لصحة المستهلكين، وحفاظاً على أموالهم كي لا يكونوا عرضة للغش والتدليس.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار