رغم انخفاض أسعار اللحوم والفروج ما زالت حركة البيع ضعيفة في طرطوس

الحرية – ثناء عليان:

مع إشراق فجر الحرية الجديد شهدت أسواق محافظة طرطوس مؤخراً انخفاضاً كبيراً في أسعار الفروج واللحوم الحمراء عما كانت عليه قبل شهر.
وفي جولة لـ “الحرية” على الأسواق  سجل سعر كيلو الفروج 30 ألف ليرة بعد إضافة أجور التنظيف، علماً أن سعره قد وصل سابقاً إلى 45 ألف ليرة قبل سقوط النظام، وأكد يحيى دلا صاحب محل لبيع الفروج أن ارتفاع سعر كيلو الفروج قبل شهر يعود لارتفاع تكلفة مستلزمات إنتاجه من نشارة ومحروقات وأدوية، إضافة إلى ارتفاع سعر العلف الذي تم احتكاره من قبل مافيات ساهمت بإفقار الشعب السوري وتجويعه، لافتاً إلى أن حركة البيع ما زالت ضعيفة، وما زالت الكثير من الأسر تشتري بالقطعة بسبب ضيق الحال.
وفيما يخص اللحوم الحمراء فكما هو معروف أن محافظة طرطوس غير منتجة للمواشي، ويتم شراء حاجة السوق من محافظتي حماة وحمص، هذا ما أكده غادي خوندة صاحب مزرعة لتربية المواشي ومحل لبيع اللحوم، لافتاً إلى أنه يشتري قطيعه من سوق حماة، وكان إبان عهد النظام البائد مضطراً للمرور بعدد كبير من الحواجز المنتشرة على الطريق بين حماة ومزرعته الكائنة في ريف بانياس، والتي تجاوز عددها الـ 16 حاجزاً، وكل حاجز يتبع لجهة أمنية معينة أو للجمارك أو للفرقة الرابعة سيئة الذكر، وكان عليه أن يدفع مبلغاً مفروضاً عن كل رأس من الماشية حسب ما يطلبه عناصر كل حاجز، الأمر الذي كان يرتب تكاليف إضافية على أسعار اللحوم التي يتحملها المستهلك في النهاية, ناهيك بشح مادة المازوت اللازمة للنقل، والذي كان مضطراً لشرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة، الأمر الذي أدى إلى وصول سعر كيلو الغنم القائم قبل سقوط النظام البائد إلى ما يقارب 100 ألف ليرة، وبالتالي وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 250 ألفاً.
وبين خوندة أن سعر كيلو لحم الغنم انخفض بعد عملية التحرير وإزالة الحواجز وتوقف عمليات تهريب الثروة الحيوانية إلى خارج القطر إلى ١٦٠ ألف ليرة، أي بنسبة 40%، كذلك انخفض سعر كيلو لحم العجل إلى ١٤٠ ألف ليرة بعد أن كان قد وصل إلى ٢٠٠ ألف ليرة قبل شهر، ولفت خوندة إلى انخفاض سعر المواد العلفية أيضاً، فمثلاً كان كيلو التبن الجلباني بـ 3000 ليرة والآن بـ 1700 ليرة، كذلك تبن العدس انخفض سعره إلى الـ 2000 بعد أن كان بـ 3500 ليرة، وقس على ذلك جميع أنواع العلف وما تحتاجه عملية الإنتاج الحيواني.
وعن حركة السوق، أكد خوندة أن حركة البيع ما زالت ضعيفة متأثرة بانخفاض القوة الشرائية رغم انخفاض الأسعار، وذلك لعدم توفر السيولة المالية الكافية لدى أغلب أسر المحافظة، بسبب آثار الأزمة الاقتصادية التي خلفتها السياسات التي كانت متبعة من قبل الحكومات السابقة, بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تأخر دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين, متأملاً تحسن القوة الشرائية في المستقبل القريب مع زيادة الرواتب المرتقبة وزوال آثار منظومة الاحتكارات السابقة.
وأبدى عدد من المواطنين ممن التقيناهم ارتياحهم لانخفاض أسعار جميع المواد الغذائية والبيض والخضراوات والفروج واللحوم الحمراء، مؤكدين أن انخفاض أسعار اللحوم الحمراء والفروج تحديداً لم يغير من الواقع شيئاً، لأنهم ما زالوا غير قادرين على الشراء بسبب الضائقة المادية وعدم حصول الكثير منهم على رواتبهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار