محمية ساحرة.. محطات تنمية وحماية وأرباح في الفرنلق
تشرين- رشا عيسى:
تجربة فريدة وناجحة تحققها محمية غابات الفرنلق الساحرة في جبال اللاذقية وذلك باتجاهين، الأول، تنموي وتسويقي لمنتجات زراعية طبيعية تعدها الأسر في المنطقة، والثاني حماية بقعة أشجار السنديان شبه العذري الموجودة على ارتفاع منخفض ضمن المحمية في حالة فريدة من نوعها والعمل على استدامة هذه الحماية بالتشارك مع جيران المحمية من المجتمع المحلي.
الأهداف التنموية المتوازية مع الحماية والتي حققت أيضاً نجاحاً تسويقياً رغم أن الهدف الاستثماري أو الربحي، لا يندرج ضمن ما يسعى القائمون على المحمية لتحقيقه، ومع ذلك تشهد عدد من منافذ البيع حضوراً لمنتجات المحمية والتي تحمل اسمها والبالغة 50 منتجاً متنوعاً، منها الألبان وزعتر المائدة والعسل وغيرها الكثير من المنتجات، ليكون المستفيد الأول من وحدات التصنيع وكل ما يتصل بها من عمالة وتسويق، وأيضاً شراء المنتجات من المزارعين هو المجتمع المحلي.
مدير محمية الفرنلق المهندس سومر مريم بين في تصريح لـ” تشرين” أن فرص العمل التي توفرها المحمية هي لـ 75 أسرة، بينما العدد الإجمالي للأسر المستفيدة يبلغ 1500 أسرة، موضحاً أن عدد المنتجات في المحمية يصل إلى أكثر من 50 منتجاً، والأكثر رواجاً منتجات الألبان ــــ صابون الغار ــــ زعتر المائدة ــــ دبس الرمان والخرنوب ــــ العسل بأنواعه ــــ الشامبو، لافتاً إلى أن هناك زيادة في حجم المبيعات، ولكن هدف المحمية تنموي وليس ربحياً، أي يهدف لتسويق المنتج الزراعي الطبيعي بسعر جيد للمزارع والمجتمع المحلي ووصول منتج منافس بسعر مناسب للمواطن ضمن صالات البيع وفقاً لمريم.
وتتركز مراكز البيع في محافظة اللاذقية: صالة مديرية الزراعة ـــ وحدات التصنيع في بللوران (طريق عام اللاذقية ـــ كسب) ـــ صالات السورية للتجارة ـــ محلات تجارية في المدينة وريفها، كما تقوم بعض المحلات التجارية في دمشق ومحافظات أخرى بشراء كميات من المنتجات الطبيعية وتسويقها.
وحول الخطط المستقبلية أكد مريم أن أبرزها، حماية التنوع الحيوي، ومتابعة الدراسات البيئية، وإبراز أهمية المحمية بأهمية وغنى تنوعها الحيوي، وزيادة فرص العمل والأسر المستفيدة من خلال زيادة الإنتاج والتوسع في التسويق داخل وخارج المحافظة.
وأشار مريم إلى أنه يتم العمل دائماً على حماية المحمية من وصول النيران إليها، وهناك جهود مبذولة من مديرية الزراعة في اللاذقية لحماية أهم بقعة حراجية في سورية من خلال تنظيف وترميم خطوط النار ــ توزيع الإطفائيات في الأماكن الأكثر خطورة وحساسية ــ والتعاون مع الأهالي والمجتمع المحلي في الإنذار المبكر والمساعدة في الإخماد السريع والمباشر.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمحمية 5360 هكتاراً، ومن أهم وحداتها، وحدة البحث البيئي، ووحدة التنمية المستدامة التي تُعنى بالمجتمع المحلي وفرص العمل.