بعد نجاح التجارب.. تقنية الزراعة الحافظة في اللاذقية نحو التعميم على مزارعي الساحل
تشرين- يوسف علي:
بينت مديرة مركز البحوث العلمية الزراعية الدكتورة ريم علي أن محطة أبحاث كسب التابعة للمركز، أنهت بحثاً تطبيقياً وتجارب ناجحة لتقنية الزراعة الحافظة التي بدأت بها منذ عام 2016، وذلك بمشاركة كوادر مديرية الزراعة.
وأوضحت علي في حديث لـ”تشرين” أن لهذه التقنية الحديثة مزايا جيدة، حيث تعتمد على الحراثة الحيوية بدلاً من الحراثة الميكانيكية، والتخلص من الأعشاب باستخدام “القصاصة” الميكانيكية من دون استخدام مبيدات الأعشاب، إضافة إلى التسميد الأخضر من خلال إنبات البذار البقولية وقص مجموعها الخضري عند بداية تشكل القرون من دون حراثة وتغطية سطح التربة بمخلفات الأعشاب والنباتات البقولية.
وأكدت علي أن تقنية الزراعة الحافظة تنجح في بساتين الأشجار المثمرة (زيتون- حمضيات- تفاحيات- لوزيات) في الأراضي الجبلية الشديدة والمتوسطة الانحدار أو المستوية ذات الانحدار الخفيف، مضيفة: في الساحل السوري تعد تقنية الزراعة الحافظة من التقنيات التي يمكن اعتمادها، حيث إنها معتمدة في دول أميركا الوسطى والجنوبية وأستراليا منذ تسعينيات القرن الماضي، وانتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة.
وعن مزاياها وإمكانية اعتمادها، بينت علي أن تطبيق تقنية الزراعة الحافظة يؤدي إلى تحسين خصائص التربة من ناحية الخصوبة والفيزيائية والهيدروفيزيائية، من خلال الحد من أكسدة الكربون العضوي وتحسين بناء وقوام التربة والحد من انجرافها وزيادة النشاط الحيوي، كما يؤدي إلى رفع كفاءة استخدام المياه من خلال زيادة حجم المياه المتاح، مشيرة إلى أن فترة شهري تموز وآب تعد فترة حرجة وحساسة في بساتين الأشجار المثمرة في الساحل السوري، لأنها فترة نمو وتكوين الثمرة، لذلك فإن تطبيق تقنية الزراعة الحافظة في هذه البساتين يحسّن خواص التربة ويرفع كفاءة استخدام المياه، ما يحافظ على موردي التربة والمياه من التدهور الدائم والمستمر وتحسين الإنتاج كمّاً ونوعاً بتكلفة أقل من خلال منع استخدام مبيدات الأعشاب، ناهيك بتوفير نفقات الحراثة والأيدي العاملة والحد من استخدام الأسمدة العضوية والمعدنية، وانخفاض تكاليف الإنتاج بنسبة 120% بالمقارنة مع الزراعة التقليدية.
وحسب علي، تم تطبيق تقنية الزراعة الحافظة على مساحة تقارب 125 دونماً في محطة أبحاث كسب (محطة أشجار مثمرة) التي تتبع لمركز بحوث اللاذقية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية منذ عام 2016 ومازالت مستمرة واعتمدت النتائج هذا العام، وقد حققت زيادة في الإنتاج كمّاً ونوعاً، وتم إنجاز ندوات علمية وورشات عمل وأيام حقلية بالتعاون مع دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة باللاذقية ليتم نقل هذه التقنية إلى مزارعي الأشجار المثمرة في الساحل السوري.