أهالي حلب: حرب تشرين أعادت للإنسان العربي كرامته

تشرين – مصطفى رستم:

شكلت حرب تشرين التحريرية عام 1973 منعطفاً تاريخياً وتحولاً جذرياً في حياة أمتنا العربية، ‏إذ كانت لها نتائج جمة على الصعد كلها، ومن جهة أسقطت خرافات الوهم التي راحت تنسج ‏بعد نكسة حزيران. ‏
لقد حققت حرب تشرين نتائج استراتيجية تجاوزت بتداعياتها وآثارها العالم العربي لتحول ‏المشهد الدولي برمته ولتثبت قدرة الجندي العربي السوري وكفاءته وعززت قيمة وكرامة ‏الإنسان العربي. ‏
أهالي حلب في ذكرى معركة الحسم والكرامة يستعيدون ذكريات وأيام ومجريات الحرب ‏ويعيدون قراءة صفحات المجد منذ أن دمر الجيش العربي السوري ما كان يوصف بـ‌‏«أسطورة الكيان الصهيوني» وما كتبه الجندي السوري من سطور النصر. ‏
يروي أحمد الخربوطلي الملقب (أبو قيس) موظف متقاعد عما شاهده أيام معركة العز والفخار ‏وأشار إلى أنها أيام تحكي عن نفسها إنها أيام العز وحيث أثبت الجيش السوري ما يتمسك به ‏من عقيدة وطنية وقومية راسخة. ‏
وأضاف: في ذلك الوقت كنا نتابع أخبار المعركة عبر الإذاعة، كنا نجتمع حول المذياع كعائلة ‏وأقارب كانت أيام فرح حين كانت طائرات العدو تتهاوى بينما وحدات النخبة تتقدم وتهدم ‏تحصينات العدو في ذلك الوقت، ويضيف أذكر كيف اندفع الجميع ليكون جزءاً من المعركة ‏كالتبرع بالدم وآخرون تطوعوا كمسعفين كان الجميع رديفاً للجيش وحتى الأطفال يصعدون ‏على أسطح المنازل يشاهدون الطائرات الصهيونية تسقط كالذباب. ‏
لقد بدأت الحرب في العاشر من رمضان في السادس من تشرين الأول بعد الظهر كانت السماء ‏صافية والشمس تميل نحو الغرب وانتهى اليوم بنجاح عظيم تمكنت معظم القوات السورية من ‏عبور الخندق المضاد للدبابات. ‏
إنه الزمن الجميل بهذا الوصف يتحدث طوني أبو شقره محارب من محاربي الجيش العربي ‏السوري بحرب تشرين التحريرية وأردف قائلاً: «كانت المعنويات كمحاربين في القمة، كنا ‏نتسابق لتنفيذ المهام الموكلة إلينا لا يمكن وصف تلك الأيام. وأردف: كانت معركة تشرين ‏التحريرية تجري في السماء والأرض والماء فقد كانت الطائرات المعادية تصطدم بحاجز من ‏لهب عندما كانت تحاول مهاجمة مواقعنا، لقد كانت يد الجنود على الزناد ورؤوسهم مرفوعة ‏فحرب تشرين فخر للسوريين وللعرب». ‏
وهكذا لم تكن حرب تشرين حدثاً عابراً في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي بل كانت نقطة ‏تحول للأفضل في هذه المسيرة الطويلة لأن ما تركته من بصمات حادة على أوضاع العرب ‏والإسرائيليين على السواء وستظل ساطعة بوقائعها ولو ظلت «إسرائيل» مدعومة من ‏الولايات الأمريكية المتحدة والغرب فإن الحق في نهاية المطاف سيتحقق بفعل وتأثير التوحد ‏العربي لنهوض ودعامة قضية الأمة العربية.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار