الحرائق تطول مئات الهكتارات من الحراج سنوياً.. فهل عودة زراعة المواقع المتصحرة طوق النجاة لغاباتنا؟

تشرين- محمد فرحة:

لعل السؤال العقيم عن الجواب المطروح اليوم عندما يتعلق الأمر بالغابات الحراجية وما لحق بها منذ سنوات وبشكل متصاعد مؤداه: كيف نعيد هذه المواقع التي طالتها الحرائق وتصحرت؟ وهل إعادة زراعتها ضمن حملات التشجير السنوية التي تضعها وزارة الزراعة في مجال كل مديرية في المحافظات كفيلة بسد الثغرة المشوهة في الغابات لتكون طوق النجاة للمستقبل؟
من يتابع خطط وزارة الزراعة مع بداية كل موسم تحريج واحتفالاتها الباهرة أو المبهرة والمكلفة وهي تتغنى بعيد الشجرة كل عام وتخصصه بميزانية، وتوزع فيه الحلوى على الحضور ويتم التقاط فيض من الصور للمحتفلين، وما إن يفضّ الاحتفال ويذهب كل إلى عمله، حتى تعود الأمور إلى ما كنت عليه.
هذا الكلام لم يقله لنا أحد، بل كنا شاهداً ومشاهداً للعديد من هذه الاحتفالات، التي يعدها البعض فرصة للصرفيات للأسف.
وبالعودة إلى المساحات التي تطولها الحرائق سنوياً، فقد بلغت حدّاً غير معقول وغير مقبول، إذ يمكننا أن نسمي ما لحق بها من حرائق هذا العام وكل الأعوام الماضية كارثة الحرائق.
مدير زراعة حماة أشرف باكير ومدير الحراج في حماة عبد الكريم محمد أوضحا في حديث لـ”تشرين” أن ما لحق بالغابات من حرائق يحتاج إلى عشرات السنين في بعض المواقع منه لإعادته إلى ما كان عليه.
وأضافا: إن خطة التحريج السنوية ليست بالأمر القليل لجهة تكلفتها والجهود التي تبذل لإنجاحها، حيث تستلزم الكثير من المعدات والآليات والكوادر البشرية لحفر” جور” غرس الشتول الحراجية يدوياً، لطالما جلّها يجري في مواقع غاية في الصعوبة لوصول أي آلية إليها للتعويض عن الأيدي العاملة عندما يتعلق الأمر بحفر الجور لغرس الشجيرات الحراجية.
و يضيف باكير: زد على ذلك تكلفة سقايتها صيفاً في عامها الأول إن كان ذلك ممكناً ومتاحاً، بسبب وعورة المواقع وضعف الإمكانيات لهذه الغاية، داعياً إلى ضرورة ترك هذه المواقع لأن ترمم نفسها تلقائياً، فهذه الطريقة الأكثر توفيراً، وبدلاً من زراعة غراس قد تتعرض لليباس من جراء موجات الجفاف والحر الشديد.. فاتخاذ أي قرار في ظروف بيئية متقلبة غير صائب، بل هو خسارة للإمكانيات، والتشدد في حماية الغابات “الثروة الوطنية” يحتاج إلى حملات وطنية وتوعوية شاملة، وذلك خير من كل التكاليف المادية والمعنوية، فحماية الحراج واجب وطني وأخلاقي ومسؤولية الجميع.
بالمختصر المفيد: أراضينا الحراجية والزراعية بحاجة لأكثر من أن يمنح أصحابها فرص الحياة الكريمة، وكذلك للقاطنين بجوار هذه الغابات الذين أراضيهم مجاورة لها، كأن يكونوا مسؤولين عن حمايتها والحفاظ عليها من خلال تقليمها وتربيتها، أما أن نبقى نغرس هنا وتطول الحرائق هناك، فهذه قصة طويلة ومكلفة إن لم نقل هدراً للأموال بلا طائل، فلو بقيت المساحات التي تتحدث عنها وزارة الزراعة تلك التي يتم تشجيرها سنوياً لرأينا كل طرقاتنا قد أمست واحات خضراء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب