الأديبة لين غرير توقع (الجناح الثالث).. في حي (بستان الديوان) في حمص

حمص- ميمونة العلي:
وقعت الأديبة لين غرير مجموعتها القصصية الثالثة (الجناح الثالث) في نادي جمعية الرابطة الأخوية في حي بستان الديوان في حمص مسقط قلب الكاتبة غرير، قدم القراءة النقدية كل من الصحفية ميمونة العلي والناقد عطية مسوح حيث أوضحت الدكتورة لين غرير في حديثها لـ(تشرين) أن اضطرارها للخروج خارج حي بستان الديوان المتداخل مع حي الحميدية في حمص فجر في داخلها ثورة كبيرة ضد كل الظروف التي حرمتها من المكان الذي تربت فيه وربت فيه أولادها وفرضت على أهله الهجرة أو الموت.. لذلك كتبت عن الحرب وغاصت في التفاصيل لأنها حريصة على إعادة هذا المكان إلى ما كان عليه قبل الحرب.
بدأت القراءة النقدية الصحفية ميمونة العلي موضحة أن قصص (الجناح الثالث) هي فن إنتاج الحب في زمن الحرب، فالكاتبة تجيد الاشتغال على التفاصيل بلغة ماتعة، تحوك موضوعَها ممسكة بتلابيب القارئ ساحبة إياه إلى حيث تريد وهو يهز قلبه بالموافقة.. وتوقفت الصحفية العلي عند العتبة الأولى وهي عنوان المجموعة القصصية (الجناح الثالث) المتسم بدِلالات حمولية عالية تُحيلنا إلى مفهوم العين الثالثة، وتساءلت: هل نملك جناحين أولين حتى نملك الثالث؟!، هنا تتفجر الطاقة الدلاليةُ لهذا العنوان الذي شرحته الكاتبة في الصفحة الأخيرة وتركت للقارئ حرية اختيار جناحه الثالث كل حسب تجربته ورؤيته للحياة مشيرة إلى حرص الكاتبة غرير على توثيق الزمن في القصص للإشارة بصراحة إلى موقفها من الحرب ومفرزاتها من دون أن تسقط في فخ المباشرة، مستخدمة ضمير المتكلم لرواية كل قصصها وهذا ما منحها صدقَ التجربة ورفعَ من طاقة الجذب لهذه النصوص.. والكاتبة لم تهتم بمعايير القصة الفنية التقليدية، لذلك قراءتها تكون بعيدة عن مسطرة النقد، إذ طغى السّردُ الناجمُ عن الوعي الكامل للحدث والإحاطة بالجوانب النفسية العميقةِ لشخوصِ القصص، ما أكسب المجموعة القصصية أناقةً لغوية أنثوية شكلاً ومضموناً فيها الكثير من الشعر..
كما تحدث الأديب عطية مسوح عن القرابة بين( الجناح الثالث) المجموعة القصصية الثالثة للأديبة لين غرير وبين روايتها الوحيدة (الريشة البيضاء) التي أصدرتها قبل ثلاث سنوات وربط بينهما بالمهارة في التقاط الفكرة البسيطة لتنسج حولها قصة تتصف بالفلسفة الحياتية والعمق في التعاطي مع القضايا الإنسانية، ورأى في نتاجها الأدبي بذور التمرد على السائد والرغبة العالية بالتغيير.
ولفت الأديب مسوح إلى تداخل الأجناس الأدبية في نتاجها السردي فمقومات القصة القصيرة واضحة في روايتها من حيث كثافة العبارة وحرارتها ومقومات الرواية موجودة في قصصها من خلال تعدد الأحداث والشخصيات وهذا ما ينطبق على قصة (الحب يحتاج إلى الحرية).. فهي رواية صغيرة أو ما يعرف بـ(نوڤيلا) وثمّن عالياً النظرة الواقعية العميقة لموضوع الحرب مستشرفاً للدكتورة لين غرير بمستقبل أدبي مشرق يضعها في مقدمة الأديبات العربيات من حيث جديتها ومثابرتها واستمراريتها في إصداراتها الأدبية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار