بادرة تكريمية للإضاءة على متطوعي الثقافة

تشرين – لمى بدران:

كيف يمكن أن تكون المجتمعات عندما تكون خالية من المتطوعين؟ وما هو حال الساحة الثقافة تحديداً لو أُفرغَت منهم؟ يبدو في واقع الأمر أن جهود المتطوعين هم عماد القطاع الثقافي، فهو عمل غاية في الأهمية ونظراً لذلك أقام المركز الثقافي العربي في المزة مساء اليوم فعالية تكريمية بعنوان “التطوع وأثره على الفرد والمجتمع” شارك فيها الباحث شادي ثروة ومجموعة من المتطوعين في المراكز الثقافية.
بدأت الفعالية بعرض جزء من بحث علمي عن التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كان لنيل درجة الماجستير في إحدى جامعات إسبانيا للباحث شادي ثروة وعنوانه “عالم بلا تطوع”، ويعتبر البحث الأول في كليّة أوروبية عن التطوع في سورية، وأبرز ما عرضه هو مفهوم التطوع وأشكاله، والتطوع في سورية في العصر الحديث وفي مضمار الثقافة تحديداً، وركّز على أهميته في هذا المضمار وآثاره على المجتمع والفرد، وقد أشار فيه إلى هرم ماسلو الذي يعبّر عن الاحتياجات الإنسانية في هذا النطاق.
إن الأنشطة الثقافية التطوعية لها دور فاضل في إيجاد فرص للتعلم واكتساب المعرفة و المهارات، ومن المؤكد أن هناك الكثير من التجارب التي تستحق أن نضيء قنديلها لتشعّ بأثرها العميق، لذلك أُعطيت بعض التجارب فرصة للتعبير عن نفسها وتقديم تجربتها خلال الفعالية وهم السيدة نوار الشاطر التي تحدثت عن تجربتها التطوعية في نادي القراءة بثقافي كفرسوسة، والسيدة حنان الرحيم من ثقافي أبي رمانة والتي كان تدعم بتجربتها ذوي الاحتياجات الخاصة، والسيدة رجاء علي أيضاً صاحبة المشاركات الأدبية التطوعية مع الأطفال، وميسون حجيج من المركز الثقافي في الميدان، وعبير البحش من مركز العدوي، والسيد بشار بطرس وهو قاص وسيناريست مهتم بالأعمال التطوعية.
وألقت مديرة مديرية ثقافة دمشق نعيمة سليمان خلال الفعالية كلمة ذكرت خلالها أن التطوع سلوك إرادي يؤكد على القيم الإنسانية النبيلة، وهو انعكاس للتطور الحضاري والثقافي في المجتمعات، واستثمار لطاقات العطاء، والعمل التطوعي ليس بجديد في مجتمعنا بل هو ثقافة مترسخة ومن عادتنا وسلوكنا.
كذلك حضر و شارك مدير مؤسسة مبدعون من أجل وطن الدكتور بهجت عكروش في هذه الفعالية ويقول لتشرين بهذه المناسبة: نحن في مؤسستنا نمشي على نهج تكريم الرموز ونركّز عليهم، لكننا نشد على أيدي من قام بهذه البادرة الأولى من نوعها هنا في ثقافي المزة، وهي حالة إيجابية محفّزة لكل متطوع يعطي بلا مقابل من أجل أن يستمر في عطائه، ويجب أن نستمر نحن في تكريم المتطوعين وليس فقط المتميزين لأن كل متطوع قدّم لهذا الوطن هو متميز.
ولم تخلُ الأجواء من الفن و الموسيقى حيث شارك العازف عدنان الحايك بعزف منفرد لمجموعة من الأغاني الطربية المتنوعة وكان قد عزف هو النشيد العربي السوري في مستهل الفعالية، كما كان هناك فقرة تمثيلية مسرحية أداها الممثل المسرحي طلال محفوض وهي من نوع المونودراما التي تعتمد الممثل الواحد على الخشبة.
وفي الختام كرّم مدير المركز الثقافي في المزة إبراهيم منصور ومديرة مديرية ثقافة دمشق نعيمة سليمان والدكتور بهجت عكروش ٤٤ متطوعاً ومتطوعة ومنهم أطفال من العديد من المراكز الثقافية من خلال توزيع شهادات تقدير لهم ولجهودهم، وأيضاً قدّموا أربع بطاقات شكر للمصورين المستقلين المتطوعين أصحاب الباع الكبير في توثيق المشهد الثقافي السوري وهم محي الدين كاظم ووائل تحسين بك وحسن عرسان مع العازف عدنان الحايك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار