تحديات «تيك توك».. بين قلّة وعي الأطفال والمراهقين وخوف الأهل منها.. اختصاصية تربية: قد تتضمن بعض الأنشطة المؤذية والخطرة

دمشق- يوسف الحيدر:
ألحّ حسن باتصالاته بعد منتصف الليل ليوقظ صديقه بعد أن رأى أنّ ابنة صديقه المراهقة قد شاركت في تحدٍّ على تطبيق “تيك توك”، ولاسيّما مع تزايد الأذى والضحايا من تحديات هذا التطبيق.
وليس آخر هذه الضحايا وفاة طفل لبناني بعد توقف قلبه من الخوف نتيجة صدمة مرعبة تسبب بها مجموعة أشخاص يرتدون أقنعة مخيفة في محيط منزله يصورون مشاهد تمثيلية لبثها على “تيك توك”، وإصابة مراهق مصري بشلل رباعي لمشاركته في تحدي الرمي عالياً بالهواء من قبل الأصدقاء وتركه يسقط أرضاً.

قلّة وعي
ويبقى التساؤل مطروحاً حول الخوف على المراهقين والأطفال تحديداً من تحديات “تيك توك” التي يشترك بها مختلف الفئات العمرية (مغمورين وفنانين ومشاهير)، وجوابه وفق الدكتورة رنا صالح – اختصاصية تربية خاصة، بسبب: “قلّة وعيهم بالمخاطر المترتبة على التحديات، فالاندفاع في هذه المرحلة العمرية يجعلهم أكثر مشاركة دون النظر في العواقب.”

الرغبة بالتحديات
وعن أسباب تفضيل الأطفال والمراهقين المشاركة بهذا النوع من التحديات على “السوشال ميديا” تؤكّد د. صالح لـ”تشرين” أنّ الكثير منهم يشاركون فيها لأنّها تثير فضولهم لتجربة شيء جديد وغريب وكذلك من أجل التأقلم مع أقرانهم وتجنباً لشعور النبذ أو الإهمال.
وتضيف د. صالح بأنّ التحديات: “مصدر للتسلية وقد تمنحهم شعوراً بالإنجاز حال حصولهم على الكثير من المشاهدات والإعجابات.”

مخاطر تحديات “تيك توك”
وعن المخاطر المرتبطة بالمشاركة في بعض هذه التحديات تحذّر د. صالح من أنّها قد تتضمن بعض الأنشطة المؤذية والخطرة، كما أنّ تكرارها قد يعرضهم لمشاكل واضطرابات نفسية وعقلية، وكذلك للتنمر والسخرية بسبب أفعالهم، كما يمكن سرقة معلوماتهم الشخصية من خلال التحدي ما يعرضهم للاستغلال والابتزاز.

حماية الأطفال والمراهقين
إنّ مخاطر تحديات “تيك توك” غير واضحة فربّما يؤدي تحدٍّ بسيط لخطر كبير والأمثلة كثيرة، ما يحتم على الأهل والمعلمين، وفق د. صالح، رفع مستوى الوعي لدى الأطفال والمراهقين حول المخاطر المحتملة المرتبطة بالمشاركة في هذه التحديات وتنمية مهارات التفكير لديهم وخاصة التفكير النقدي.
وتضيف صالح بأنّه لا بدّ من: “الإنصات المتواصل لأبنائنا ومنحهم مساحةً من الحرية للتعبير عن رغباتهم ومخاوفهم والبوح بمشكلاتهم، ومراقبة استخدام السوشال ميديا وتحديد أوقاتٍ لها، وملء وقت فراغهم بأنشطة متنوعة وخاصة الرياضية منها.”

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار