عن رائعة وليم شكسبير “مكبث” (وصايا الصبار) يجسد مأساة واقع النفس البشرية

تشرين- يارا سلامة:

(وصايا الصبار) سيناريو وحوار فادي حسين، إخراج سمير حسين وهو أول إنتاجات شركة IMPERIES STUDIO بطولة(أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، صفاء سلطان، فايز قزق، عامر علي، يوسف المقبل ..وغيرهم )؛ استطاع هذا المسلسل أن يسلط الضوء على أهم قضية تعاني منها البشرية أجمع وهي آفة الطمع والسعي للوصول إلى المال والسلطة مهما كان الثمن والطرق.

جسد المسلسل عوالم النفس البشرية التي لم تخلُ يوماً من الشر المدفون في مكنوناتها، فجاء (وصايا الصبّار) صادقاً بتجسيد تلك القصة المأخوذة عن رائعة (وليم شكسبير) “مكبث” متحدثاً عن البشر الذين يتغذون على الشرور، وهنا جسدت (أمل عرفة/نديمة) دورها في تحريض زوجها (عبد المنعم عمايري/خلدون) بكل حرفية.. وهذا ليس غريباً على فنانة بحجمها تتقمص دورها بإتقان جاعلة زوجها مندفعاً إلى ارتكاب أشنع الجرائم، بدءاً من قتل (فايز قزق/ الحاج سلوم) وصولاً إلى سرقة أموال عائلته على مرأى من الجميع.. الأمر الذي جعل صراعاً ينشب بين (خلدون ) وابن الحاج سلوم (جبران/ عامر علي) ممتداً فيما بعد إلى الأبناء .

لقد نجح فادي حسين في رسم أدق التفاصيل، وما تحمله النفوس من مكنونات ليأتي سمير حسين ناقلاً تلك الصورة بكلّ حرفية وسلاسة واضحة بعيدة عن الحشو والتعقيد الذي لا معنى له.

كما أبرز المسلسل كيف يُمكن للجشع والأنانية أن يكونا مدمرين ومتوارثين إذا حملتهما نفس مشبّعة بالكره والحقد، ربما يكون السبب حادثة قديمة جعلت الأرواح تتربى على الثأر والحقد، وهذا ما بينه العمل في أول مشهد (لقطة الحاج سلوم وابنه) عندما كان يعلمه الصيد إلا أن الرصاصة أصابت شخصاً ما وقتلته (أب خلدون) وعلى الرغم من تبني الحاج سلوم لخلدون وتدريسه في أرقى الجامعات وتوظيفه وثقته العمياء به إلا أن تأثير الزوجة جعل من زوجها رجلاً آخر لا شفقة ولا رحمة بقلبه، مواجهاً الهلوسات والشكوك في كل لحظة.

أشار (وصايا الصبّار) إلى قضيتين الأولى: الصراع بين العائلتين على كسب المال والسلطة.. والثانية: تلك الفتاة التي تلاحق (خلدون) كالشبح مرتدية فستانا أبيض مقدمة النصائح له وهذا ربما يتضح لغزه في الحلقات القادمة.

كما نجح المسلسل في تجسيد المأساة وتحليل عذاب الضمير مقدماً بذلك دراما تشويقية منتظرة .