«تكريزة رمضان» عادة قديمة تعزز العلاقات الأسرية والاجتماعية
دمشق- بشرى سمير:
في كل عام وقبل حلول شهر رمضان الكريم تشهد المقاهي والمتنزهات إقبالاً كبيراً من الزوار بمختلف الأعمار للترفيه عن أنفسهم والقيام بما يعرف بـ”تكريزة رمضان” التي درجت العائلات الدمشقية على القيام بها في الجمعة الأخيرة قبل الشهر الكريم، وبالأمس امتلأت مقاهي ومتنزهات الربوة بالرحلات المدرسية والعائلات الذين جاؤوا لقضاء أوقات ممتعة مع قدوم فصل الربيع رغم أن عادة التكريزة كادت تُنسى وتتلاشى بسبب ارتفاع الأسعار وانشغال الناس بتأمين مستلزمات الحياة، وتوجه الأجيال الجديدة نحو التكنولوجيا، إلا أن الكثير من أبناء دمشق أعادوا إحياءها هذا العام، وإن تغيّر شكلها مع تغيّر الزمن، والظروف المعيشية لكنها بقيت محافظة على أساس مضمونها.
وتقول مها إبراهيم، مشرفة رحلة مدرسية: تم تنظيم هذه الرحلات للترفيه عن الأطفال وإحياء لهذه العادة السورية الجميلة التي تعزز العلاقات الأسرية والاجتماعية.
ويبين (خليل) أنه جاء هو وأولاده وأحفاده إلى الربوة للاستمتاع بالجو اللطيف ومشاهدة المناظر الخلابة ونهر بردى يتدفق فرحاً بقدوم فصل الربيع، لافتاً إلى أنه آثر القدوم والقيام بتكريزة رمضان، رغم صعوبة الظروف أولاً للحفاظ على هذه العادة اللطيفة وتعليم أولاده وأحفاده بأن الإنسان هو من يصنع الفرح ولو بأقل التكاليف، وأشار إلى أن الشعب السوري هو شعب محب للحياة والفرح ومهما ضاقت الظروف فهو قادر على التكيف معها.
ولفتت (عبير) إلى أنها جاءت هي وأسرتها وأولادها لمشاركة عشرات العائلات التي توجهت إلى متنزهات الربوة لقضاء وقت ممتع مع الجمع قبل قدوم شهر رمضان الذي يندر فيه الخروج من المنزل إلى المطاعم بسبب الغلاء الكبير .
ويوضح محمد المعلم، وهو رجل ستيني مواظبٌ على عادة التكريزة قائلاً: “كنّا دائماً نذهب إلى المليحة في الغوطة، وأحاول قدر المستطاع نقل العادات الجميلة لأبنائي وأحفادي، وأجد صعوبة في المحافظة عليها نتيجة الغلاء، لذلك جلبت حصيرة وفرشتها قرب نهر بردى للاستمتاع بجمال النهر، ووضعت إبريق الشاي من جانب، والنرجيلة من جانب آخر، واستمتعت بمشاهدة أبنائي حولي يلاعبون أولادهم ويمازحون بعضهم”.
وأشار محمد شيخ الأرض، صاحب أحد المتنزهات، إلى الإقبال هذا العام على المتنزهات وخاصة اليوم كان منقطع النظير ولاسيما بعد موجة البرد التي كانت خلال الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى قدوم شهر رمضان الذي من المتوقع أن يكون غداً دفع الكثير من العائلات إلى القدوم إلى الربوة للترفيه عن النفس فيما يعرف بتكريزة رمضان، لافتاً إلى أن أغلب العائلات أحضرت معها كل مستلزمات النزهة ولم يتكلفوا سوى أجرة الجلوس في المتنزه.