في اليوم 102.. مجازر متواصلة بحق الفلسطينيين في ظل غياب أي مبادرة دولية لإجبار الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة

تشرين – راتب شاهين:
بينما تبدي بعض الدول تخوفها من توسع الحرب في المنطقة وتحذر منها، وفي ظل غياب أي مبادرة دولية لإجبار الكيان الصهيوني على وقف عدوانه الشرس على قطاع غزة، تشتد مع اليوم الثاني بعد المئة الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة في حرب إسرائيلية تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني بأكبر عملية تهجير وقتل، ومع إصرار الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيس للكيان على وضع رؤية أو استراتيجية لليوم التالي للحرب على غزة، يكشف فقدان الرؤية لليوم التالي عن خلافات عميقة داخل الكيان الصهيوني من جهة، وبين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وواشنطن من جهة أخرى.

جيل كامل من الأطفال يعاني من الصدمة والآلاف تعرّضوا للقتل والتشويه واليتم

الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لخصتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، في منشور لها على موقع «إكس» بقولها: إنّ ما حدث في غزة، خلال الأيام المئة الماضية، هو “أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948″، وأنّ جيلاً كاملاً من الأطفال الفلسطينيين يعاني من الصدمة، وقد تعرّض الآلاف للقتل والتشويه واليتم، هذا حال المنظمات الدولية تشكو حالها، بينما الدول المؤثرة في الكيان تصم آذانها.
واشنطن التي انجرت مع المملكة المتحدة إلى عدوان على اليمن بسبب ما يجري في غزة من هجمة شرسة للعدوان على السكان، إضافة إلى ما يجري من تصعيد على الحدود الجنوبية للبنان بين المقاومة الوطنية متمثلة بحزب الله وكيان الاحتلال، وتصعيد المقاومة العراقية هجماتها على القواعد الأميركية غير الشرعية في العراق وسورية، وما أعلنه الحرس الثوري الإيراني عن مسؤوليته عن استهداف وتدمير مقر «الموساد» الإسرائيلي في شمال العراق، بعد وقوع انفجارات قوية طالت القنصلية الأميركية ومطار أربيل الدولي، كل ذلك يجعل المنطقة على حافة حرب، وبات تدحرج الحرب في الإقليم أكثر قرباً، فالشروط الموضوعية تتوفر كل يوم لتوسيع الحرب، لكن الأطراف جميعها مازالت تنتظر وتراقب ويدها على الزناد لحرب لا سقف لها، فكُرة النار تكبر وتتدحرج في المنطقة.
وهناك شكل من توسع الحرب قد ظهر عند الحدود المصرية – الفلسطينية بدخول مجموعات مقاتلة لنصرة غزة، إذ قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن جنوده فتحوا النار باتجاه عشرين مشتبهاً فيهم من بينهم عدد من المسلحين وصلوا من داخل الأراضي المصرية نحو منطقة الحدود بالقرب من نيتسانا.
الكيان الإسرائيلي قال: إن عدد “المسلحين” كان كبيراً، وتدخلت طائرات مروحية إسرائيلية وقصفت مناطق على الحدود المصرية.

دخول التوترات إلى الضفة الغربية شكل من أشكال تمدد الحرب
توسع الحرب لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، فقد عمّ الإضراب الشامل كل أرجاء مدينة دورا، حداداً على الشهيدة عهد محمود والشهيد محمد حسن إبراهيم أبو سباع، اللذين استشهدا يوم أمس.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء 10 فلسطينيين بينهم أشقاء، من مناطق مختلفة في محافظة رام الله والبيرة، وأخذت قياسات منزل المعتقل أيسر البرغوثي تمهيداً لهدمه، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 فلسطينياً من محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية .

نتنياهو يجر الكيان إلى الثقب الأسود
أصبح اليوم التالي للحرب على غزة يشكل صداعاً لا يمكن تجاوزه حتى داخل حكومة الاحتلال، الذي يكذب بأن «إنجازات» قد تحققت له في الحرب ويصارع للحفاظ عليها، لكن غياب استراتيجية لليوم التالي يضعه في مأزق يصعب الخروج منه، فرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي حذر من “تآكل” ما وصفها بـ”الإنجازات” العسكرية، ونقلت القناة “13” العبرية عن هليفي قوله: “نحن نواجه تآكلاً للإنجازات التي حققناها حتى الآن في الحرب، لأنه لم يتم وضع استراتيجية لليوم التالي”.
«اليوم التالي» هو مأزق نتنياهو أو الثقب الأسود الإسرائيلي، الذي يريد نتنياهو أن يبتلع فيه كل الحكومة والمنافسين له وإبعاده إلى أجل غير مسمى لإبعاد يوم الحساب الإسرائيلي له، فنتنياهو أكثر من لا يريد للحرب التوقف، لذلك يماطل، في بلورة خطة حول “اليوم التالي” للحرب، ينهي الجيش الإسرائيلي الحرب على أساسها .

الصحة العقلية في “إسرائيل” ترسم معالم الهزيمة
وفيما يواصل قادة الاحتلال الكذب لتظهير إنجاز ما، يسوق لهم حربهم الشرسة على القطاع أمام الرأي الداخلي الإسرائيلي، كشفت مهزلة ما اسمها “إنجازات” أمام نداءات الاستغاثة التي تعرض لها نظام الصحة العامة في “إسرائيل”، إذ إن “إسرائيل” تواجه موجة صدمات نفسية أشد خطورة منذ تأسيسها، حسب خبراء الطب النفسي، وسط غرق نظام الصحة العقلية بالفعل في طلبات المساعدة التي لم يتم حلها.
وحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” فإنه لسنوات عديدة كان نظام الصحة العقلية الإسرائيلي غير كاف، وكانت فترات الانتظار الطويلة، خاصة في المناطق الواقعة على الأطراف، بمنزلة شهادة على الإهمال الذي يواجهه أولئك الذين يتعاملون مع تحديات الصحة العقلية، مشيرة إلى أنه منذ هجوم المقاومة على المستوطنات الواقعة في غلاف قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول 2023، تعرض نظام الصحة العامة لطوفان من نداءات الاستغاثة، التي من المتوقع أن تصل إلى أبعاد هائلة.. وهذا شكل من أشكال الهزيمة التي قد تأخذ مسارات أبعد وأطول في الشرخ الداخلي في الكيان المحتل.

دخول الصواريخ البالستية على جبهة الحرب على غزة
من الجانب الآخر ومن محور الإسناد لغزة، دخلت الصواريخ البالستية الإيرانية في الحرب، فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن استهداف وتدمير مقر «الموساد» الإسرائيلي في أربيل، بعد وقوع انفجارات قوية طالت القنصلية الأميركية ومطار أربيل الدولي، وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة أميركيين وإصابة آخرين في الهجوم الإيراني بالعراق.
وقال الحرس الثوري الإيراني: قصفنا بصواريخ بالستية مقرات تجسسية تابعة لإرهابيين في أربيل بالعراق.
وأضاف الحرس الثوري: هاجمنا بالصـواريخ البالستية مقرات تجسس ومجموعات إرهابية معادية لإيران في أجزاء من المنطقة، رداً على الجرائم الإرهابية الأخيرة.
وسواء تم تقديم رؤية إسرائيلية- أميركية لليوم التالي من الحرب على غزة أم لم يتم، إلا أن محور المقاومة له رؤيته للأيام المقبلة تتلخص بأعلى سقف للحرب بلا ضوابط ولا شروط، هذا ما أكده الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله بقوله: أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار