بعد تكرار الشكاوى.. توزيع المازوت الزراعي «الذكي» عبر صهاريج لكل قرية في طرطوس
طرطوس- ثناء عليان:
بعد تكرار الشكاوى من الفلاحين في محافظة طرطوس على الآلية المتبعة في توزيع المازوت الزراعي المؤتمت، والتي أدت إلى عودة طوابير الانتظار على أبواب محطات الوقود في كل مرة، وفور صدور النشرة التي تحدد المحطات التي ستردها طلبات المازوت الزراعي المؤتمت في اليوم التالي، برزت آليات جديدة للتوزيع تبشّر بإنهاء ظاهرة الازدحام أمام محطات الوقود.
حلّ أقرب إلى العدالة
لتخطّي هذه المشكلة، وخاصة بالنسبة للمزارعين القاطنين في قرى بعيدة عن محطات الوقود، والتي تستهلك أجور تنقلهم من وإلى أقرب محطة وقود عن قراهم، ما يعادل قيمة كمية المازوت الزراعي المخصص لهم أحياناً، في حال أسعفهم الحظ في الحصول عليها قبل نفادها من المحطة، وخاصة أن كثيراً منهم خُصِّصوا بكميات بسيطة تتراوح بين 8 – 50 ليتر مازوت فقط !
لجنة المحروقات في المحافظة وافقت في اجتماعها الأخير على اقتراح قدمه اتحاد الفلاحين في طرطوس، يتضمن إرسال الكمية المخصصة لمزارعي كل قرية بوساطة صهاريج بالتنسيق مع الجمعية الفلاحية فيها، ليتم توزيعها على المستحقين في قراهم، حسب ما أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش، وهذا الاقتراح يعد حلاً لا بأس به بل هو أقرب إلى العدالة.
مستحقات محددة
ولفت علوش إلى أن مستحقات كل فلاح تم تحديدها من وزارة الزراعة، من خلال مديرية الزراعة في المحافظة عن طريق الوحدات الإرشادية، حسب المساحة واحتياج كل محصول، وتم تحديد 48 ليتراً في العام لكل بيت بلاستيكي، و144 ليتراً للدونم الواحد لموسم السقاية، توزّع للمزارع عبر ثلاث دفعات خلال العام، وتم تخصيص مازوت الحراثة لمحاصيل الحمضيات والأشجار المثمرة والزيتون والزراعات الشتوية، ولاحقاً الزراعات الصيفية.
تباين بالكميات المتاحة
وأضاف علوش: تم إرسال رسائل إلى الفلاحين عبر تطبيق “وين” تُبيّن مستحقات كل منهم، لافتاً إلى أنه تم تخصيص المحافظة بـ9 ملايين و548 ألف ليتر لأغراض الحراثة والأشجار المثمرة والزراعات المحمية، وهذه الكمية هي ثلث الاحتياج السنوي للمحافظة فقط، وهي غير كافية برأيه، إضافة إلى أن هناك تبايناً بين الكميات المتاحة للتوزيع والكميات المرسلة عبر تطبيق “وين”، وهذا ما أدى إلى ازدحام كبير على المحطات وتذمّر الكثير من الفلاحين بعد انتظارهم ساعات طويلة، من دون حصولهم على المادة.
آلية التوزيع
وأكد علوش أن الكمية المرسلة عبر تطبيق “وين” متاحة حتى نهاية الموسم الزراعي من العام القادم، حسب ما ورد من وزارة الزراعة، مشيراً إلى أنه بعد المتابعة لوحظ أن الآلية المتبعة بالتوزيع لا تلبي حاجة الفلاح، وهناك أخطاء كبيرة أدت إلى عدم وصول المادة إلى مستحقيها, حيث إن الكمية الموزعة خلال تشرين الثاني بلغت 266 ألف ليتر فقط، وهذا يعني أن توزيع مخصصات الفلاحين سيحتاج إلى شهور طويلة وهذا غير مقبول أو منطقي.
إنهاء الازدحام
وعن آلية التوزيع المعمول بها حالياً، أكد علوش أنه سيتم توزيع المازوت الزراعي المؤتمت على الفلاحين بوساطة الصهاريج ضمن قطاع كل جمعية فلاحية، بعد تقديم قوائم اسمية من رئيس الجمعية بالكميات المخصصة على البطاقة الأسرية وتطبيق “وين”، وهي الطريقة الأسلم والأنجح، ولاقت استحساناً لدى الفلاحين.