أمسية معهد “ميوزك أكاديمي” فسحة حب وسلام في زمن الميلاد
تشرين- رنا بغدان:
إنّه “الميلاد”زمن تحملنا فيه التسابيح إلى دنيا من الفرح والحب، إلى دنيا السلام الذي ننشده داخل نفوسنا وبيوتنا وعالمنا لكي نحيا الوئام قولاً وفعلاً، فلتصدح الحناجر وتعلو الأصوات، وترتفع الترانيم، لعلها تأخذنا معها إلى فلسطين الجريحة وإلى بيت لحم الحزينة ليؤنسنا الميلاد ويواسينا ويداوي جراحاتنا العميقة.
من هنا أحيت أوركسترا وكورال “music academy” الأمسية الميلادية الأولى بعنوان “هلمّ أيّها المؤمنون” بقيادة المايسترو زياد حنا في كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس في المزة، وذلك تحت رعاية بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
عن هذه الأمسية ومناسبتها وبرنامجها يقول المايسترو حنا مدير معهد”ميوزك أكاديمي للفنون والموسيقا”:
كانت أمسية تراتيل دينية على نيّة المحبة والسلام بمناسبة عيد الميلاد المجيد بأساليب مختلفة، فهي تحوي تراتيل بيزنطية وأخرى يونانية وأيضاً كلاسيكية، فهي متنوعة بفقراتها التي لا تشبه بعضها، وهي الأمسية الأولى خلال هذا الشهر للأوركسترا والكورال، وستكون الثانية يوم الجمعة القادم.
كما وسيتبعهما خلال هذا الشهر والشهر القادم مجموعة من الأمسيات المختلفة البعيدة عن التراتيل، فستُقام حفلة للآلات النفخية كل على انفراد، وكذلك للآلات الشرقية، وحفلة للكورال مع الأوركسترا وفق برامج متعددة.
وتضمّن برنامج هذه الأمسية فقرات متنوعة إفرادية وجماعية، حيث قُدّمت فيها “تراتيل بيزنطية، تراتيل يونانية، نشيد القديس نيقولاوس، جاي الليلة يسوع، ضوي بليالي سعيدة، كنّا نزين شجرة صغيرة، ثلج ثلج، يسوع أنت إلهي، ليلة عيد..”.
وعن عنوانها والمشاركين فيها يتابع حنا قائلاً:
بما أنّ الأمسية ميلادية، فقد تمّ اقتباس عنوانها “هلمّ أيها المؤمنون” من مطلع إحدى التراتيل الميلادية المعروفة والتي تقول: “هلمّ أيّها المؤمنون، لننظر أين ولد المسيح، ولنتبع إذا الكوكب، إلى حيث يسير…”.
وقد شارك في هذه الأمسية 22 منشداً ومنشدة من الكورال، والذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات إلى 25 سنة، إضافة إلى مرافقة 23 عازفاً و عازفةً من الأوركسترا، والذين تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 25 سنة، ضمن تشكيل أوركسترالي يتضمن آلات وترية من تشيللو وفيولا وغيتار، وآلات نفخية مثل: الريكوردر والفلوت والكلارينيت، وآلات شرقية كالناي والعود والبزق والقانون، إضافة إلى الأكورديون والبيانو.
أمّا عن هدف هذه الأمسيات فيقول:
تسهم هذه الأمسيات في نشر الثقافة الفنية بين الجيل الجديد، لأن الموسيقا والغناء مع بقية الفنون تشارك في بناء الفكر لدى الإنسان وتطور قدراته الفكرية، وتضبط ذاته وتنظم حياته، وأعماله ومشاعره بشكل صحيح، فللعمل الفني قيماً فكرية وروحية وسلوكية تنعكس على كل ما في الحياة، فينتشر الحب والسلام والسعادة والفرح، ويجتمع الناس على المحبة والوفاق والعطاء.
يُذكر أنّ المايسترو زياد حنا عضو نقابة الفنانين، وهو عازف تشيللو وأستاذ في معهد صلحي الوادي للموسيقا منذ عام 2012 ومدير معهد”ميوزك أكاديمي للفنون و الموسيقا”.