الثقافة الرياضيّة للمجتمع
المبادرات الرياضية بكل أشكالها وأنواعها، هي الصورة المعبرة والحقيقية عن مدى الاهتمام الكبير بهذه النشاطات الرياضية وضرورة توسعها والعمل على انتشارها لكونها تدور في فلك الثقافة الرياضية للمجتمع، وتساهم في تشجيع أبنائه على ضرورة اعتماد أسلوب الحياة الرياضية في مفاصل يومياتهم كثقافة صحية ومجتمعية حاضرة لابد من ممارستها، لما لها من أهمية ونتائج إيجابية على حياتهم من الناحية الجسمية والنفسية ، ومن هنا تأتي مبادرة مؤسسة درب بإقامة مسير بالدراجات الهوائية في محافظة اللاذقية، والذي انطلق من الشاطئ الأزرق مروراً بالطريق الدولي كسب وكرسانا والشامية كترجمة حقيقية لهذه الثقافة وهذا التوجه، ولاسيما أن الدراجين البالغ عددهم / 70 / ذكوراً وإناثاً كانوا من مختلف الفئات العمرية ما يعطي مصداقية وصورة مباشرة عن أن الرياضة وخاصة ركوب الدراجات الهوائية، أفقها وفضاؤها واسع، ولا تقتصر ممارستها على فئات معينة في حد ذاتها، وإنما تشمل جميع الأعمار والفئات ، واللافت أن هذا المسير هو النسخة الثالثة لهذه الفعالية التي تقام في اللاذقية بعد أن شهدنا نجاحاً مميزاً له في نسخته الثانية .. لا شك في أن رياضة ركوب الدراجات الهوائية تمنح ممارسيها المزيد من الثقة بالنفس، وهي مفيدة لتقوية الجسم وصديقة البيئة وأيضاً تعدّ من وسائل التنقل الفردية كطريقة عملية ورخيصة للوصول إلى أماكن العمل أو النزهة في ظروف خاصة ، إضافة إلى ذلك ما تلعبه هذه الرياضة في إنعاش التفاعل مع المجتمعات الإنسانية التي يمر من خلالها خط سير الدراجين، وبذلك تعزز فرص التعارف فيما بينها وتبادل الخبرات والمشاركة مع الآخرين وإظهار الكفاءات لدى المشاركين في المسير وبيان الجانب الحضاري والأخلاقي والجمالي لطبيعة المنطقة المخصصة لإجراء هذا النشاط كهدف غير مباشر لنشر وإظهار ما يتمتع به هذا الشعب وهذه البلاد من رقي وحضارة .. نتمنى دوام النجاح والتوفيق للمشاركين في هذا المسير، ونأمل زيادة هذه الفعاليات الرياضية وتعميمها على جميع الرياضات بإشراف المؤسسات الرياضية بالتعاون مع المجتمع المحلي .