إفريقيا وصراع المستقبل

إفريقيا منجم الذهب الذي حفر فيه الغرب عقوداً طويلة بل قروناً واستأثر بكل ثرواتها، واستعبد شعوبها، وظن أنه لن ينافسه عليها أحد، ولو حتى في خياله.
اليوم يحتدم التنافس على إفريقيا بين أقطاب صاعدة وأقطاب استعمارية قديمة ولكل من الجانبين أهدافه الخفية والمعلنة.
من الأقطاب الصاعدة جمهورية الصين الشعبية، التي عملت خلال العقدين الماضيين بهدوء ورزانة على كسب ودّ العديد من الدول الإفريقية على أساس المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الأمر الذي جعل كفة الصين ترجح لدى العديد منها، ولاسيما أن هذه الدول عانت ما عانته من الحقبة الاستعمارية والنهب المبرمج من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا.
بعد انكفاء الحقبة الاستعمارية بطابعها العسكري وجد الأفارقة أنفسهم أمام شكل جديد من الاستعمار الاقتصادي والمالي والسياسي بطريقة منمقة لم تخفِ الوجه القبيح للغرب وأطماعه بالثروات الهائلة لإفريقيا ومساهماته في تعميق حالة الفقر والجوع والتخلف للحفاظ على مكتسباته ونفوذه.
من يتابع ما يجري في العديد من الدول الإفريقية حالياً، يجد أن شعوب هذه الدول قد أعلنت تمردها على الشكل الاستعماري الجديد في محاولة جريئة للتخلص منه نهائياً، كما هي الحال في مالي التي أعلنت قيادتها الجديدة صراحة عدم الرغبة في الوجود الفرنسي على أراضيها تحت أي مسمى، واستبداله بحلفاء جدد تحكم علاقاتهم الندّية والمنفعة.
في آخر التقارير الإحصائية العالمية تبين تراجع النفوذ الاقتصادي الفرنسي في إفريقيا من 11% إلى 4% خلال العشر سنوات الماضية، في حين تقدم النفوذ الاقتصادي الصيني من 11% إلى 18% خلال الفترة نفسها حتى وصل حجم التجارة بين الجانبين الصيني ودول القارة إلى 254 مليار دولار خلال عام 2021، و282 مليار دولار خلال عام 2022.
في المحصلة، وإن كان النفوذ الصيني يأخذ طابع الاقتصاد والتعاون السياسي والثقافي بشكل رئيسي، فإنه لا يمكن غضّ الطرف عن النفوذ الروسي الذي يأخذ الطابع العسكري والتقني مقابل التراجع المطّرد للغرب وعدم القدرة الأمريكية على مجاراة القطبين الخصمين لها «روسيا والصين»، فهل ستحدد إفريقيا صراع المستقبل؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي