التراث وأهميته في التصدي للمشروع الصهيوني التهويدي في ثقافي أبو رمانة

تشرين- هبا علي أحمد:

في يوم القدس الثقافي، نظمت مؤسسة القدس الدولية- سورية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق محاضرة بعنوان “التراث وأهميته في التصدي للمشروع الصهيوني التهويدي” مع الدكتورة نجلاء الخضراء الباحثة والمتخصصة في التراث الشعبي الفلسطيني، وذلك في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، صباح اليوم.
وقالت الدكتورة نجلاء: إدراك العدو الصهيوني أن فقدان التراث وصياغته يعني فقدان الهوية والملامح دفعه للعمل على محو الهوية الفلسطينية وسرقة التراث الفلسطيني وتسجيل بعض المناطق والبلدات في قوائم التراث العالمي ل” يونسكو” باسم “إسرائيل” بغرض احتلال الأرض والاستيطان بها وتهجير أهلها والقضاء عليهم وزرع الإنسان الأوروبي في بيئة آسيوية عربية وإسدال التراث المسروق على تلك الوجوه الغربية واختراع القصص والأكاذيب التي تستبيح إقامتهم على أرض مسلوبة، لذلك كان على الفلسطيني اكتشاف الأكاذيب والخداع الصهيونية ولغتهم  والتمسك بأرضه وتراثه والتسلح بهذا التراث ودراسة الواقع الفلسطيني وتاريخه النضالي .
وأوضحت الباحثة أن التراث ليس مجرد ذاكرة للشعوب ولكنه حضور حي وفاعل فهو القوة التي تواجه الأعداء والقلعة المنيعة لحماية الحقوق والأوطان والتاريخ، مبينة أن التراث الفلسطيني بشقيه المادي واللامادي، سلاح تصدٍ وحماية يعطي للشعب هويته الخاصة وهو مصدر قوة وصمود للشعب الفلسطيني ولأي شعب يعبر عن إرادة وصمود ويشكل الذاكرة والوعي الجمعي والإرادة الجمعية، كما أن التراث يوحد أي شعب بجميع مكوناته لتحقيق هدف وطني واحد.
وأكدت الخضراء أن التراث الشعبي يعمل على حفظ ذاكرة الشعب الفلسطيني وتوثيق الجرائم الإسرائيلية وهذا ما يخافه العدو هو الذاكرة الجمعية فالذاكرة هي مركز الثقل في القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن النكبة عنصر مهم من عناصر الذاكرة الجمعية الفلسطينية باعتبارها نقطة تحول رئيسة في تاريخهم، منوهة بأن الحفاظ على التراث وإعادة إحيائه هو واجب وطني وأخلاقي على كل فرد في مجاله وفي مختلف المجالات، ولاسيما لناحية عدم استخدام التسميات العبرية للمدن الفلسطينية وتصحيح كل اسم عبري والإعلان عن هذه الجرائم
ولفتت الباحثة إلى أن الفلسطينيين اتخذوا من تراثهم رموزاً للتوحد حولها من أبرزها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة  والمسجد الإبراهيمي وغيرها من المعالم الدينية المقدسة للمسلمين والمسيحيين، إضافة إلى القادة والشهداء الفلسطينيين والعرب و الأسرى في سجون الاحتلال  كرموز نضالية، والمدن والقرى الفلسطينية التي دمرها العدو الإسرائيلي كرموز وطنية، كما تعد الملابس الفلسطينية رمزاً فلسطينياً كالكوفية والأثواب المطرزة، ومن الرموز أيضاً الأكلات الشعبية والأغاني الشعبية واللهجة الفلسطينية والنباتات والزهور والدبكة الفلسطينية  التي تشكل رموزاً وطنية تدل على الهوية الوطنية الفلسطينية.
بدوره، أشار الصحفي والكاتب الفلسطيني إبراهيم أبو ليل الذي أدار الجلسة،  إلى أن التراث بالنسبة لشعب من الشعوب هو جزء من شخصيته وهويته وتميزه بين الأمم، وفي الحالة الفلسطينية استخدم الفلسطيني تراثه من أجل الدفاع عن وجوده ومواجهة المشروع الصهيوني وكان هذا التراث أحد أسلحته في واحدة من الجبهات الساخنة مع المشروع الصهيوني وهي الجبهة الثقافية، فكما استخدم في الجبهة العسكرية الأسلحة يستخدم التراث في الجبهة الثقافية.
ولفت أبو ليل إلى أن الوظيفة الأولى للتراث هي الرد على ادعاءات الكيان الصهيوني حول ارتباطه بهذه الأرض وزيف الروايات الصهيونية، لذلك يلجأ الصهاينة لسرقة التراث لتأكيد وجودهم وتغيير الحقائق، مؤكداً على ضرورة حماية التراث الفلسطيني باعتباره جزءاً من الأمن القومي.
من جهته، أوضح الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية- سورية أن السؤال المطروح اليوم هو كيف نحمي التراث الفلسطيني؟، لافتاً إلى ضرورة إقامة المسابقات لكل ما يخص التراث الفلسطيني من قصة وأقصوصة وأهزوجة وشعر ورواية، لأن حرب اليوم هي ثقافية، فالعدو الصهيوني يحاول محو الثقافة الفلسطينية وإضفاء الطابع اليهودي على تلك الثقافة، كما دعا إلى وجوب أن يكون هناك أسبوع للتراث الفلسطيني في كل مكان حيثما يوجد الفلسطينيون وبالتالي يكون هناك وطن فلسطيني عابر للحدود في جغرافيا افتراضية.
وفي السياق ذاته، بيّن الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية، أن التراث جزء من الذاكرة والهوية، ولا تكتمل ذاكرة دون تراث، وبما أن الصهاينة بلا ذاكرة ولا تراث في الجغرافيا الفلسطينية لذلك أرادوا أن يصنعوا هوية فلجؤوا إلى العهد القديم بتحويله من كتاب مقدس إلى تراثي لتشكيل هوية لليهودي وقومية واحدة والتحدث عن “جغرافيا إسرائيلية” والاعتماد على الرموز الدينية في خلق هوية للحركة الصهيونية.
بدوره، لفت عبد الله الشاهر  عضو اتحاد الكتاب العرب إلى ثلاث نقاط وهي التاريخ والتراث والعقل الجمعي وهي لصالح الشعب الفلسطيني بينما لا يملك الصهاينة أي تاريخ أو تراث ولا العقل الجمعي.
حضر الندوة الدكتور صابر فلحوط وعدد من القيادات والفصائل الفلسطينية والمهتمين.
يُشار إلى أن يوم القدس الثقافي يقام في الأربعاء الأخير من كل شهر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار