29 أيار يوم شهداء البرلمان.. على عهدكم نمضي لتبقى راية سورية شامخة

تشرين-هبا علي أحمد:
إذا أردت أن تتعلم النضال والعزة والإباء ابحث دائماً في صفحات السوريين، عندهم فقط تتحول هذه المعاني إلى دروس حياتية لا يمكن الانفصال عنها، تتكرس عند كل مفصل ومحطة مصيرية، فهي منهاج عمل وحياة، لا تبدله المحن.
ومن بين مئات الصفحات، كان ليوم التاسع والعشرين من أيار «يوم قوى الأمن الداخلي» صفحة مشرقة في حياة النضال السوري، صفحة خالدة لا تُنسى ولا تُمحى، هي للتاريخ وللعِبر والدروس، بأن النهج السوري ثابت لا يتغير يرفض الإملاءات ويرفض الهوان والهزيمة والاستكانة، ويُصر على الدفاع والنضال، فما فعله الأجداد بالأمس يفعله الأحفاد اليوم.
شهداء حامية البرلمان في دمشق، ارتقوا في علياء السماء، رافضين تقديم التحية لعلم الاحتلال الفرنسي عند إنزاله من على ساريته فوق دار الأركان الفرنسية المقابلة لمبنى البرلمان آنذاك، ولأن المحتل لا يفقه إلّا لغة الدم والنار قام المحتل الفرنسي بقصف البرلمان في الـ29 من أيار عام 1945 بالطائرات والمصفّحات، ليستشهد جميع أفراد الحامية من رجال الشرطة والدرك باستثناء واحد منهم لُقب بالشهيد الحي، وبلغت وحشية المحتل الفرنسي أنه لم يكتفِ بذلك، بل قام بحرق جثامين الشهداء بعد أن مَثّل بها.
ولأن التاريخ يُخلد ولا ينسى، فلم ينسَ السوريون تضحيات حامية البرلمان، كما لم ينسوا كل التضحيات، لذلك ساروا على الدرب، فقدرهم أن يعيشوا النضال على مرّ العقود وقدرهم أن يناضلوا ويطردوا المحتل بمختلف تسمياته وعناوينه، فسابقاً المحتل الفرنسي وراهناً الأمريكي والتركي والتنظيمات الإرهابية، وسابقاً أجدادنا طردوا الفرنسيين، وراهناً يواصل أبطال الجيش العربي السوري معارك العزة والإباء والدفاع لتطهير الأرض وحماية المكتسبات، وسنبقى نواصل المعركة.
تاريخنا مملوء بالانتصارات رغم جسامة التضحيات، وهذا دافع لتحقيق الانتصار تلو الآخر، مهما طالت المحن، فتعلمنا من التاريخ أن الحق سينتصر في النهاية ولا يصح إلّا الصحيح، أليست عودة العرب إلى سورية، وعودة سورية إلى العرب هي انتصار لنا وإقرارٌ خارجي وإقليمي بهذا الانتصار؟
في الذكرى الثامنة والسبعين لاستشهاد أبطال حامية البرلمان، لا يسعنا إلّا توجيه تحية إجلال وإكبار لأرواحهم الطاهرة ولأرواح كل شهداء الوطن على امتداد العقود وتحية إجلال وإكبار لذويهم الصابرين رغم الفقد، وتحية إكبار لأبطال الجيش العربي السوري وللشهداء الأحياء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار