أقدم أحياء دير الزور.. قريبٌ من عين الإعمار.. فمتى يصل قلبه؟!

تشرين – عثمان الخلف:
ينتظر أهالي حي الرشدية أقدم أحياء مدينة دير الزور توسع تدخل الجهات المعنية لإعمار ما خربته التنظيمات الإرهابية، الحي الذي مثل قلب المدينة وذاكرتها البعيدة لم يشهد ذلك التدخل في عمقه، لاسيما ما يرتبط من ذلك بالخدمات الرئيسية بما يُمكّن من عودة سكانه وبدء تأهيل المنازل لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً.
بالانتظار
تعرض “حي الرشدية” الذي يعود تاريخ إنشائه لأواخر القرن التاسع عشر لدمار وأضرار طالت الأبنية السكنيّة ومباني الجهات العامة أثناء فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية، وبنسب متفاوتة، ناهيك بما تبعه من سرقة محتوياتها، فالحي المذكور يُمثل ذاكرة المدينة، ويضم الكثير من الأوابد الأثرية والمعالم الثقافية، ناهيك باحتضانه أغلب الدوائر الحكوميّة الرئيسية، التي عاد بعضها للعمل، ويُقسم الحي حسب حديث مختاره سمير إسماعيل لـ”تشرين” إلى “رشدية فوقاني” و “رشدية تحتاني”، حيث شارع سينما فؤاد والشارع العام، وعلى امتداد الفرع الصغير لنهر الفرات: “نتلمس عودة السكان أكثر في شارع سوق سينما فؤاد التجاري، وأغلبها محال تجارية، فيما لاتزال النسبة الأكبر من الحي غير مأهولة، ناهيك بعدم توفير الخدمات الرئيسية فيها من كهرباء ومياه، وما يرتبط بذلك، علماً أن الحي ملاصق للأحياء المأهولة التي لم يطُلها تخريب”.

عودة سكانه محدودة لجزءٍ منه وعمقه لايزال بلا سكان

وأشار إسماعيل إلى أن تأهيل وتفعيل شبكات الكهرباء وخطوط المياه والصرف الصحي إن وجدا فيه هما حاجة، كل ذلك حتماً سيساهم في تشجيع العودة، مع الإشارة إلى أن افتتاح السوق التجاري في شارع سينما فؤاد، وتأهيل عددٍ من الدوائر الرسميّة، كالمبنى البلدي، والقصر العدلي وبعض المدارس في الأطراف كانت مُحفزاً للأهالي ولابد من المتابعة في عمقه أكثر، وهنا لابد من التذكير بأن الحي يرتبط بذاكرة بعيدة شكلت أولى مراحل الاستقرار في المدينة لعشائر دير الزور، وعوائل من دول عربية مثل السعودية والعراق والأردن، ناهيك بالوجود المسيحي الأقدم، سواء من أبناء المنطقة، أو من الإخوة الأرمن، ويضم الحي أقدم حديقة وهي “حديقة النيل” أو حديقة الوحدة، التي افتتحت زمن الوحدة بين سورية ومصر، كذلك توجد فيه الكثير من الدوائر الحكوميّة، الخدمية منها والثقافية والتعليمية، ومنها المشفى الوطني، وجرى تأهيله مؤخراً، كذلك القصر العدلي، مبنى البلدية وتشغل قسماً فيه شركة البناء والتعمير، إضافةً لمباني المصارف التجاري والزراعي والتسليف والتوفير والتي تحتاج للتأهيل، ومبنيي الصناعي والعقاري اللذين ضُم إليهما عمل تلك المصارف المتضررة آنفة الذكر، إضافةً لمصارف خاصة كانت تنشط فترة ما قبل الأحداث، مثل بنوك (بيمو، قطر، سورية والخليج).
ويضم الحي، كما يشير المختار إسماعيل، أيضاً المبنى القديم للجهاز المركزي للرقابة والتفتيش، اتحاد العمال، المركز الثقافي، نقابة المعلمين، سندس، شركة التجزئة، وغرفة الزراعة، ومبنى التأمين والمعاشات، والمركز الإذاعي والتلفزيوني، وكلها أبنية تتفاوت أوضاعها بين الدمار الكامل والمتوسط، وقليلة الأضرار، لافتاً إلى وجود أوابد تاريخية كالكنائس (الكبوتشية، السريان، شهداء الأرمن، دار الراهبات)، وجامع الحميدي أقدم جامع بدير الزور، ناهيك بالفنادق، كفندق زياد وفندق رغدان وفندق السعيد، ويُعرف بكثرة مقاهيه، وأشهرها مقهى عصمان بك، إضافة لدور السينما (سينما فؤاد، الشرق، القاهرة، الكندي)، وأبنية حكومية أخرى يطول تعدادها.
ويؤكد مختار الحي أن عودة الحياة للرشدية تعني عودة الحياة للمدينة بمختلف جوانبها، لاسيما الاقتصادية منها وللذاكرة الجميلة فيها بما تحتويه من جمال سنوات ما قبل الأزمة التي نمر فيها!
سؤال الإعمار؟
في معرض ردودهم حول خطط الخدمات الأساسية المقدمة لحي الرشدية، أشار مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في دير الزور المهندس لورانس الحسين لـ”تشرين” إلى أن لا عمل هناك إلى الآن، لاسيما في عمق الحي المذكور وامتداداته، ولم يجر الكشف على وضع الخطوط للشبكتين لمعرفة حالها وما طالها من أضرار، ونستطيع القول: إن ما نُفذ من تأهيل بهذا الخصوص يقتصر على جزء من الحي، كما في شارع سينما فؤاد، أما الحي التحتاني فلا يزال الوضع كما هو، وأمر التأهيل حتماً يرتبط بخطط المحافظة في هذا الاتجاه.

جهات خدميّة تؤكد أن لا خطط للتأهيل هناك والأهالي يُطالبون؟

من جانبه مدير شركة الكهرباء المهندس خالد الفهد أوضح أن لا توجه حالياً في خطط الشركة باتجاه الحي، مبيناً أن لا وجود سكانياً يفرض عملاً فيه، ولا تزال الخدمات هناك للجزء المأهول منه.

فيما أكد رئيس غرفة صناعة وتجارة دير الزور لؤي محيميد أن الغرفة تعمل بالتنسيق مع إحدى المنظمات الدوليّة الناشطة في المحافظة لتأهيل 35 محلاً تجارياً في الشارع العام ضمن الرشدية، والشارع المذكور يُمثل عصباً تجارياً مهماً يتوسط المدينة، وهناك توجه أيضاً لإزالة الأنقاض من المناطق المتضررة في عمقه.
أخيراً:
يفتح حراك العمل لتأهيل جسر البعث بعثاً للحياة في شرايين حي الرشدية، وما يرافق ذلك من تأهيل بعض الجهات العامة لمبانيها، وما يجري كذلك من إعادة الحياة لإحدى المنشآت السياحيّة الواقعة في مقابله لجهة حي الحويقة، وأن عودة السكان للجزء الأكبر من الرشدية الذي لايزال غير مأهول تبقى رهن تحريك عجلة الخدمات الرئيسية فيه، ودعم المنظمات الدوليّة للأهالي بتأهيل منازلهم ضمن المتاح بما يرفد ويُشجع عودتهم، في ظل ما يعانونه من أوضاع معيشية صعبة وضغط غلاء إيجارات المنازل، وذلك يوفر الكثير عليهم بهذا الشأن .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الضحاك: المنطقة العربية تتجه نحو تصعيد خطير جراء مواصلة الاحتلال جرائمه في فلسطين واعتداءاته على سورية وتهديداته بشن عدوان على لبنان مجلس الشعب: ذكرى رفع علم الوطن في سماء القنيطرة المحررة عنوان للصمود والانتصار افتتاح معرض فود إكسبو للصناعات الغذائية في مدينة المعارض بدمشق الهيئة الشعبية لتحرير الجولان: تحرير القنيطرة إنجاز يضاف إلى الصفحات المضيئة في تاريخ سورية اعتباراً من بداية شهر تموز القادم.. رفع الراتب التقاعدي للمهندسين إلى 330 ألف ليرة اجتماع في وزارة المالية مع اللجان المشكلة لدمج مصرفي التوفير والتسليف الشعبي مجلس الوزراء: لا يوجد أي تغيير في سياسة تقديم الدعم للمواطنين وإيصاله لمستحقيه مجلس الشعب يناقش أداء وزارة النقل… خزيم: أضرار قطاع النقل خلال الحرب الإرهابية تجاوزت 147 مليار دولار لتحويل مبالغ الدعم إليها.. مجلس الوزراء يدعو المواطنين حاملي البطاقات الإلكترونية إلى فتح حسابات مصرفية "ديو" باللهجة الجزراوية جديد الفنان عبود برمدا