قمة جدة.. قمة بطولة الأسد للترحيب به.. قمة القادة المعاصرين

تشرين- إبراهيم شير:
قمة جدة العربية يمكن وصفها أنها ناجحة قبل أن تُجرى حتى، لأنها قمة جامعة وعربية، ولأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أراد النجاح للقمة، دعا إليها سورية الدولة التي كانت من مؤسسي الجامعة والدولة الفعّالة فيها.
ويمكن القول إن هذه القمة أُجريت للترحيب بعودة الجامعة العربية إلى سورية وبوصفها نوعاً من رد الاعتبار لدمشق.
لكل رواية وحدث مهم، بطل.. والقمة العربية في جدة كان بطلها الرئيس السوري بشار الأسد، فوسائل الإعلام العربية والعالمية كلها كان تساؤلها: هل سيحضر الرئيس الأسد القمة؟ وبمن سيلتقي؟ وما هي كلمته؟ وكيف سيكون استقباله؟، وتفاصيل عدة كانت محور اهتمام الإعلام العربي والأجنبي تتعلق بالضيف السوري، كما أن مئات إن لم تكن آلاف القنوات انتظرت ظهوره الأول في القمة العربية، بالإضافة إلى أن استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان له كان لافتاً وجميلاً جداً، إذ فتح ذراعيه للضيف القادم من دمشق، والأسد فتح يديه للمضيف السعودي، ومن يرى الابتسامات والحديث الجانبي بين الزعيمين يستنتج سريعاً أن العلاقات وُصِلت بين الجانبين منذ زمن بعيد.
أكاد أجزم أن المراقبين والإعلاميين والسياسيين جميعهم انتظروا كلمة الرئيس الأسد، الذي تحدث لخمس دقائق فقط، شرح فيها الواقع العربي والدولي وعودة العرب إلى سورية، ومن يتابع كلمات ولقاءات الرئيس الأسد يعلم أن شخصية الطبيب ترافقه دائماً؛ فهو زعيم يفصل الملفات ويفككها ويعالج الأسباب لا العوارض، وأبرز ما فيها هو تأكيده عروبة سورية وعروبة الانتماء لا عروبة الأحضان والتحالفات، وعلى الرغم من الحوار السوري التركي، فإن الرئيس الأسد أكد وقوفه في مواجهة الخطر العثماني الذي يشكل تحدياً للأمة العربية جمعاء، وأكد الرئيس الأسد أيضاً وجود رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة لتحقيق العمل العربي المشترك، هذا الهدف الذي عُطِّل لسنوات بسبب التدخلات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وهذا العمل لن ينجح من دون سورية التي تعد العروبة حاضرها وماضيها ومستقبلها.
عودة سورية إلى الجامعة العربية ستكون مفيدة ومهمة لهذه المؤسسة لأن دمشق ستمنحها نقاط قوة عدة أبرزها:
1- إحياء العمل العربي المشترك إحياءً جاداً بعيداً عن الثنائيات الوهمية والمشاريع التقسيمية.
2- تعزيز موقف العرب في مواجهة المشاريع الإقليمية والدولية للمنطقة، وخلق صوت وموقف عربي مؤثر فيها.
3- إيجاد مظلة أمنية إقليمية جديدة متصلة بديلة لتلك التي اقترحتها واشنطن والتي شملت كيان الاحتلال الإسرائيلي بأخرى تشمل إيران (وتركيا فيما بعد).
4- تعزيز القيادة العربية للمنطقة وذلك بقيادة جديدة وعصرية متمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قيادة ستنتشل المنطقة من أزماتها.
هذه العودة مفيدة أيضاً لدمشق ويمكن تلخيصها بنقاط عدة أبرزها:
1- تعزيز المشروعية العربية والإقليمية.
2- تعزيز موقف الدولة السورية في مواجهة الإرهاب.
3- تقوية موقف الدولة السورية في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها في حوارها مع تركيا، وحشد الدعم العربي ولا سيما السعودي والإماراتي للضغط على الولايات للانسحاب من سورية.
4- منح سورية دفعة لتعديل ميزان علاقاتها الدولية والإقليمية مع حلفائها وخصومها أيضاً.
5- إيجاد منصة عربية لإطلاق مسار سياسي موازٍ لجنيف وأستانا.
6- خطوة أولى نحو إدارة الملف الاقتصادي، ومشروع إعادة إعمار حقيقي وذي جدوى.
7- بوابة نحو تطبيع وضع سورية في المستوى الدولي وخاصة مع الغرب.
8- إحياء التعاون الأمني والاستخباري وتبادل المعلومات بين سورية وبقية الدول العربية فيما يصب في صالح الاستقرار الإقليمي.
9- دعم سورية في الدفاع عن حقوقها المشروعة ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
10- إحياء حركة البضائع والمواطنين والتبادل التجاري تحت سقف عقوبات قيصر في المرحلة الأولى، وما يتجاوزها في مرحلة لاحقة.

قمة جدة يمكن تسميتها بقمة سورية أو قمة الأسد التي أعادت لسورية حقوقها بعد محولات مشبوهة لسلبها إياها، والمرحلة المقبلة ستكون مليئة بالخطوات العربية التي ستفيد سورية والعرب، كما سبق وقلنا إن العودة إلى الجامعة ليست أمراً ملحاً لدمشق، لكن بوجودها توجد العروبة طالما هي قلبها النابض، والمهم الآن هو عودة العلاقات الثنائية بين الدول العربية وتمتينها، وبعدها يجري العمل لتقوية البناء العربي ككل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي