رصد حمض نووي بشري في عناصر من البيئة يثير مخاوف العلماء

تشرين:
كشفت دراسة علمية حديثة أنه قريباً سيصبح من الممكن تتبع الأشخاص من خلال تحليل البصمة الوراثية التي زرعوها في البيئة، حسب علماء أعلنوا رصد حمض نووي بشري في الرمال والماء وحتى الهواء، لكنهم حذروا من إمكان استغلال هذا التطور لغايات خبيثة.
وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطبيقات في الطب أو البيئة أو علم الطب الشرعي، لكنه يطرح مشكلة أخلاقية، نظراً إلى السهولة التي جُمعت فيها آثار للحياة البشرية، وفق ما حذر معدّو الدراسة التي نشرتها مجلة “نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن”، والذين فوجئوا بنتائج عملهم، ودعوا إلى “ضمانات” تقي من إمكان استخدام هذا الاكتشاف بهدف التعدي على الخصوصية.
وكان الباحثون يتوقعون بالفعل العثور على بعض الحمض النووي البشري في العينات، التي غالباً ما تكون متأتية من أشخاص يتعاملون معها، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون بهذه الكمية الكبيرة، وبالنوعية شبه الموازية لتلك العائدة لعينة مسحوبة من شخص، وفق الاختصاصي في الأمراض الوراثية لدى الحيوانات البرية في جامعة فلوريدا ديفيد دافي الذي أشرف على الدراسة.
وقال دافي: وجدنا بصمات جينية بشرية في كل مكان تقريباً، في المحيطات والأنهار حول المختبر، وبالقرب من المراكز الحضرية وفي الأماكن الأقل كثافة سكانية، وعلى رمال الشواطئ المعزولة .
من جانبه، قال مارك ماكولي أحد المعدين الرئيسيين للدراسة: إن تسلسلات الحمض النووي التي جُمعت كانت طويلة بما يكفي لتكون “قابلة للقراءة”، ما يجعل من الممكن تحديد الطفرات المرتبطة بالأمراض، مثل مرض السكري، وتحديد السلالة الجينية، مضيفاً: لأسباب أخلاقية لم نراجع التسلسلات التي بحوزتنا بطريقة تمكننا من تحديد أفراد معينين، لكن من المؤكد أن هذه الخطوة ستحصل يوماً ما.
وقال الباحثون: في المستقبل، يمكن أن يفيد جمع الحمض النووي البشري البيئي المجتمع، على سبيل المثال من خلال المساعدة في الكشف عن الطفرات السرطانية في مياه الصرف الصحي، أو تحديد مشتبه فيه بجريمة لم يترك فيها أي أثر ملموس، وأضافوا: «لكن بقدر الآمال التي يبعثها، يثير هذا التطور مخاوف قوية مرتبطة بحماية الخصوصية الجينية وبحدود عمل الشرطة، مبدين خشيتهم من إساءة استخدام التقنية على وجه الخصوص لتتبّع الأفراد أو استهداف أقليات عرقية معينة”. وثمة أيضاً إشكالية مرتبطة بالموافقة على جمع البيانات التي “تطفو بحرية في الهواء”، حسب ما يؤكد ماكولي.
هذا، وتمكن الباحثون من ترتيب أجزاء من جين المشاركين المتطوعين الذين وافقوا على أخذ عينات من الحمض النووي من آثار أقدامهم في الرمال، فيما أكدت جامعة فلوريدا في بيان أن جمع عينات من الهواء في مستشفى بيطري كشف عن وجود حمض نووي مطابق لأعضاء الطاقم ولفيروسات حيوانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي