«ماحكّ جلدك مثل ظفرك »..

رحم الله أهل الأمثال، فلم يتركوا أمراً في هذه الحياة إلّا ووضعوا له “مثلاً” أي بمثابة “حكمة” ليعتبر بها من يحتاجها، وهذا الأمر تترجمه قصص وحكايا من قلب الواقع العملي للإنسان شهدناها كثيراً, ومعنى المثل لا تقتله مرحلة زمنية معينة، بل يمضي الزمن ويبقى المثل بمعناه والفائدة منه..
وحال اقتصادنا اليوم وما تعرض له من نكسات سواء بسبب الحرب الكونية، والحصار الاقتصادي، أو لأسباب تتعلق بالإدارة والمنهج والفساد وغيره من الأسباب وما تلاها من معالجات واستهدافات التحديث وصيحات توفير الممكن واستثماره، ينطبق عليه مثل في غاية الأهمية «ما حك جلدك مثل ظفرك»..!
خلال السنوات الماضية شهدنا الكثير من الدراسات والآراء والإستراتيجيات، التي وضعت لتحسين واقع الحال للمواطن والحالة الاقتصادية العامة على السواء, خاصة خلال سنوات الأزمة, التي تعرض لها اقتصادنا الوطني بكل حوامله إلى “خضات” اقتصادية واجتماعية، ساهمت في تراجع إنتاجيته، وتدني مستوى معيشة عماله, وما نتج من أزمات معيشية ما زلنا نعيش تفاصيلها بشكل يومي، الأمر الذي دفعنا إلى التمسك بأي بارقة أمل أو خلاص، أو أي إجراء على مستوى السياسة, أو تحسن في العلاقة مع بعض الدول، والتعويل على ذلك في تحسن الأوضاع..!
فانفراجات الأمس وما حدث في اجتماعات الجامعة العربية وعودة العروبة إلى حضنها الطبيعي، وقبلها إعادة العلاقات مع الكثير من الدول، رغم قانون “قيصر وأهله” وعقوبات الغرب الظالمة, وإعلان انفراجات سياسية خارجية تسمح بعودة الأمل إلى تحسين الواقع وتغييره إلى الأفضل، وتوفير مقومات التطوير وإنقاذ ما تبقى من مكونات الاقتصاد الوطني التي تعرض معظمها للتدمير والتخريب والسرقة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة, والاحتلالين التركي والأمريكي..!
وبالتالي ما حدث وسيحدث لاحقاً على صعيد السياسة الخارجية، يزيد من فرص الأمل في التعافي, وتقديم العون من الأصدقاء سواء على صعيد الاستشارات أم على صعيد المادة وهذه تحددها طبيعة العلاقة مع كل طرف, وهناك تصريحات كثيرة بهذا الشأن، وبالتالي هنا لا توجد مشكلة، بل المشكلة لدينا على صعيد التحضيرات والخطوات التي توازي حالة الانفراج الحالية والمتوقعة خلال الأيام القادمة ..
ما يحصل من انفراج لا يحل المشكلة، بل يساعد في الحل, وهذا يأتي من الداخل وطريقة المعالجة، وكيفية الاستفادة، وتوفير البيئة المناسبة لترجمة هذه الانفراجات على الواقع الإنتاجي والاستثماري، من خلال توفير قوانين مرنة، ومحفزات جاذبة، هدفها توفير البيئة المناسبة لإحداث نقلة نوعية في عالم الصناعة والزراعة والاقتصاد وغيرها من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سورية، وهذه لا يوفرها القادم من الخارج، بل “ابن البلد” بالخبرات المتوافرة والعمالة الكفوءة ومحفزات التشغيل التي توصلنا إلى حالة إنتاجية وطنية نستغني بها عن كل المستوردات، ونحسن من خلالها معيشة المواطن التي تعثرت خلال السنوات الماضية وما زالت ..!
وهذا لن يتحقق إلّا بالاعتماد على المكونات الداخلية في الترجمة , و هذا قصدي بالمثل ” ما حكّ جلدك مثل ظفرك” ووصفات الخارج لا تبني، بل تساعد، والبناء على عاتق العامل السوري بكل مكوناته, وغير ذلك لا..؟!
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي