تعويض الفاقد التعليمي بجهود محلية ودولية.. عودة تدريجية لمدارس اللاذقية إلى التعليم
تشرين- سراب علي:
تواصلت الجهود المحلية بالتعاون مع الشركاء في قطاع التعليم في محافظة اللاذقية، لعودة الواقع التعليمي إلى ما كان عليه قبل وقوع الزلزال، في السادس من شباط الفائت، الذي أدى إلى خروج العديد من المنشآت التعليمية من الخدمة، والتي لا يزال بعضها خارج الخدمة التربوية مع إيجاد بدائل لعودة الطلاب إلى مدارسهم.
صيانة و ترميم
مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل بين في تصريحه ل(تشرين) أن عدد المنشآت التي تمت صيانتها من قبل المديرية و المنظمات بلغ ٦١ منشأة حتى نهاية شهر نيسان.
(مدرسة الأمل) في المدينة الرياضية تستقطب أبناء الأهالي المتضررين من الزلزال
كما تم الكشف من قبل لجان الكشف والسلامة المهنية على ٦٨٨ مدرسة، وبلغ عدد المدارس التي لا تزال خارج الخدمة ١٣١ مدرسة، وقد تم استئناف دوام طلابها وفق الإجراءات البديلة، وانطلاقاً من حرص المديرية على متابعة أبنائها التلاميذ والطلاب لتحصيلهم العلمي، تم العمل على وضع تصور لإيجاد الحلول البديلة، وفق خطة بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات والهيئات الدولية، والفعاليات الأهلية والمجتمع المحلي، لإيجاد بدائل للمنشآت التي اعتمدت كمراكز إيواء للمتضررين، وكذلك التي تبين عدم إمكانية العودة إليها بناء على تقارير لجان السلامة الفنية والإنشائية، حيث تم استئناف الدوام لتلك المنشآت وفق الإجراءات البديلة في (المبرات ، مقرات الفرق الحزبية، بناء مستأجر أو تبرع الأهالي وخيمة تعليمية) ، وتتم بشكل تدريجي عودة باقي المدارس إلى الخدمة وتعويض الفاقد التعليمي للطلاب.
مشيراً إلى أن إجمالي المنشآت التعليمية في المحافظة بكل المراحل الدراسية والمعاهد التابعة لوزارة التربية و المدارس الخاصة (١١١٠) منشآت.
تعويض الفاقد
ولفت مدير التربية إلى تضافر الجهود من مديرية التربية والمنظمات التي ساهمت في إعادة تأهيل وترميم مدارس مثل منظمات ( أدرا والإسعاف الأولي، والهلال الأحمر واليونبسيف ( الإخاء، موزاييك)، وكذلك منظمة أرض الإنسان الإيطالية والهلال الأحمر)، التي ساهمت في تأمين الاحتياجات لمراكز الإيواء، من (الليدات والبطاريات وطاقة شمسية، وإجراء صيانة للصرف الصحي، وتقديم خزانات ومدافئ ومعقمات كالكلور)، كما تم تقديم خيم تعليمية من قبل اليونيسيف وعددها ١٠ خيم، تم توزيعها على ١٠ مدارس متضررة بشكل كامل، ولا تمكن عودة الطلاب إليها وتحتاج إلى بناء من جديد، و كذلك ٦ غرف صفية ودورتا مياه ونقطة طبية، حيث تم تجهيزها كمدرسة وهي (مدرسة الأمل) في مركز الإيواء بالمدينة الرياضية، والبالغ عدد غرفها الصفية الكلي ٦ غرف، حيث كان سابقاً يوجد ٦طلاب (ثانوي) و٤٠ طالباً (إعدادي) ، وعدد الكادر التدريسي وفق التشكيلات التربوية ١٤ مدرساً، من كل الاختصاصات ولكل الصفوف، و تابع أبو خليل : أما الآن و بعد إخلاء ٦٠ عائلة من مركز الإيواء أصبح عدد الشعب الحالية (٥) شعب للتلاميذ من الصف الأول إلى السادس بعدد طلاب ٣٥ طالباً وطالبة، و لا يوجد طلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية سوى طالبة واحدة / ثانوي / تم نقلها إلى أقرب مدرسة لمركز الإيواء، ويتم حالياً إشغال القاعة السادسة بروضة تديرها جمعية موزاييك.
مدير التربية: تم الكشف على ٦٨٨ مدرسة ولا تزال ١٣١ مدرسة خارج الخدمة
وأكد أبو خليل أنه منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال، تم وضع خطة لتعويض الفاقد التعليمي من قبل المديرية بالتعاون مع المنظمات، حيث تم تعويض الفاقد من قبل جمعية موزاييك، والتي شملت الطلاب من الصف الأول وحتى السادس، وجمعية الإخاء لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية ، والخطة شملت جميع مراكز الإيواء.
توزيع اللوازم
وضمن قاعات (مدرسة الأمل) يتابع عدد من أبناء الأهالي ممن تضررت منازلهم بسبب الزلزال دراستهم بعد افتتاحها، حيث عبر التلاميذ ممن التقتهم (تشرين) في المدرسة عن سعادتهم لعودتهم إلى مقاعد الدراسة، كما كانوا في مدارسهم التي تضررت بسبب الزلزال.
وأشار كل من خالد عجورة ونور هدى قندح في الصف الرابع وعمر عجورة في الصف الثالث إلى أنهم يتعلمون كباقي الطلاب، وتم منحهم الحقائب والكتب والأقلام وكل ما يحتاجونه .
وأضاف كل من مصطفى المصطفى وأميرة شعار وميس بكور ونور موصلي من الصف الخامس: يساعدنا المدرسون كثيراً، ويعيدون لنا المعلومات التي لا نفهمها، ووزعوا علينا الكتب الجديدة والقرطاسية والأقلام، وذكر التلاميذ أنهم يخضعون لدورات تقوية بعد دوامهم في المدرسة، وتمنوا العودة إلى مدارسهم الأساسية.
وذكر مدير المدرسة الأستاذ علي عبد الله في حديثه ل (تشرين) أن المدرسة مجهزة بمستلزمات العملية التعليمية، وتوفر الكادر التدريسي، ويبدأ الدوام من الساعة ال٨ صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، يتلقى فيها التلاميذ منهاجهم الدراسي، مضيفاً: إذا استدعت الحاجة فسيتم دوام الطلاب والمدرسين خلال يومي العطلة الجمعة والسبت، وتكثيف المعلومات لإنهاء المنهاج المدرسي، وإجراء الطلاب لامتحاناتهم وفق موعدها، مشيراً إلى أنه يتم استثمار القاعات الصفية من قبل (منظمة إسعاف أولي الدولية) في الفترة المسائية بهدف إقامة دورات تعويض فاقد تعليمي بعد أن ينهي الطلاب دوامهم المدرسي.