أنبل بني البشر

في هذا اليوم الخالد عيد الشهداء تعجز الكلمات أن تفيهم حقهم علينا، هؤلاء الذين استعذبوا الموت لتحيا أمتهم، وكما قال عنهم القائد المؤسس حافظ الأسد: “إنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”.

نذروا أنفسهم فداء لتراب الوطن الغالي، وتسابقوا على طريق الكرامة في محاربة كل أشكال الاستعمار المختلفة، الذي يستمر اليوم بأدوات جديدة هدفها تدمير البلد ومقدراته، لكن هيهات أن يحصل ذلك وفي العرين أسود قالوا: «والله لنمحيها» من قوى البغي والعدوان، كما أشار لذلك الجندي العربي السوري يحيى عدنان شغري متحدياً وجه الجلادين من «داعش» فكانت عبارته الشهيرة المدوية التي دلت على اعتزاز قديسي هذا العصر، وأسطورته في التفاني والاستبسال والتسابق للاستشهاد دفاعاً عن الوطن الغالي وترابه، ولا يزال صداها على لسان كل حر أبي.

حاله في ذلك حال الكثيرين من جنودنا البواسل الذين قدموا دماءهم رخيصة في سبيل الوطن الغالي.

إن قصص البطولة والتضحيات الجسام التي قدمها المقاتل السوري ، في معركة الحفاظ على تراب الوطن الغالي وعدم تدنيسه من المستعمرين القدماء والجدد، ستبقى خالدة أبد الدهر، وستدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية لشعب أبي رفض الخنوع والاستسلام، لأنه قدوة الأمة العربية وعنفوانها، وهو الحربة في مواجهة المخططات العدوانية التي استهدفت أمتنا العربية على المستويات كلها، وقد تسابق رجاله الشجعان لنيل هذه المكانة البارزة في التاريخ، لينعم وطنهم بالأمن والأمان، وهذا ليس بجديد عليهم، فالسوريون كان لهم شرف الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ احتلال فلسطين، وقدموا في سبيلها القوافل من الشهداء، وصنعوا الجلاء العظيم عام 1946، وشاركوا في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وصنعوا التحرير في تشرين 1973 وكانوا خير عون للمقاومة اللبنانية الباسلة في التصدي للعدوان الإسرائيلي وتحرير الجنوب عام 2006 يعود اليوم وقد امتزجت الدماء على ساحات النضال جميعاً، للتأكيد على أن فلسطين كانت ولا تزال القضية الكبرى، ويرونها البوصلة الحقيقية لوقف المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة، وحري بنا أن نرفع الرايات لهؤلاء الذين رفضوا الخنوع على مر الزمان، وكانوا نبراساً لنا وقدوة في التضحية والفداء، وأن نحني الهامات أمام تضحياتهم الجسام، لينعم الوطن بالاستقرار والأمن والأمان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار