4 مسابقات في البطولة السنوية الثامنة للروبوت

تشرين – أيمن فلحوط:

هل سمعتم عن مصارعة السومو للروبوتات من قبل؟ بعد أن سمعتم عنها في رياضة المصارعة وهي مخصصة للأوزان الثقيلة.
نعم في منافسات البطولة السنوية الثامنة للروبوت التي احتضنتها اليوم صالة تشرين، كانت مصارعة السومو إحدى المسابقات المخصصة لطلبة الصفوف من 9-12 وهناك أوزان معينة للروبوتات، يتم وزنها قبل بدء جولة المنافسة، والتي تتلخص بإخراج أحد الروبوتين المتنافسين خارج الحلبة المخصصة بعد كل جولة، ومثلها 8 فرق.
أما المسابقات الثلاث الأخرى التي تشملها البطولة فكانت الأولى للمتاهة لطلاب الصفوف الأول والثاني والثالث، ومثّلها 11 فريقاً، والمتاهة الثانية لطلبة الصفوف الثالث والرابع والخامس الإبتدائي، ومثّلها 13 فريقاً، في حين كانت المسابقة الثالثة لسباق الروبوتات لطلبة الصفوف من السادس الابتدائي والسابع والثامن والتاسع الإعدادي ومثّلها 7 فرق.
مسرح المنافسات اليوم كان صالة تشرين الرياضية، التي شارك بها 39 فريقاً مثلوا 13 نادياً من محافظات دمشق وريف دمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية، بالإضافة لفريقين من لبنان، وكل فريق يتكون من ثلاثة طلاب مع مدرب موجود على المدرجات.

مدير البطولة: 25 فريقاً من الفئات العمرية الصغيرة شاركوا في البطولة

أعمار صغيرة
المنسق الوطني لعلوم الروبوت ومدير البطولة الدكتور مهيب النقري تحدث لـ«تشرين» عما يميز البطولة الثامنة بأنه أصبح لدينا طلاب بأعمار صغيرة من المرحلة الابتدائية وصل عددهم إلى 25 فريقاً يقومون بأعمال من دون مدربيهم، الذين يتابعونهم من المدرجات، كما نصت قوانين المنافسات.
وقد لاحظنا تأثير الأولمبياد على الطفل من خلال سماع الأهالي يشيرون لنا بتحسن تفكير أبنائهم المنطقي، وتطوير مستواهم العلمي.
أما على صعيد المسابقات فاقتصرت هذا العام على أربع فقط، وسنزيدها في العام  القادم حتى تشمل المرحلة الجامعية.
وكان لافتاً عند طلاب المرحلة الابتدائية قيامهم بالبرمجة بأيديهم، ويحاولون بجدية عند تغيير شكل حلبات المنافسة بعد كل جولة، التعامل مع ذلك خلال ساعة ونصف الساعة ووضع البرمجة المناسبة.

إلى لبنان
في الأسبوع القادم لدينا أكثر من فريق في مسابقة السومو سيتوجه إلى لبنان للمنافسة مع الفرق اللبنانية، وفقاً للدكتور النقري، وبعد الامتحانات نحضر لأولمبياد الروبوت الوطني، ومن خلاله نؤهل الفرق التي ستشارك في الأولمبياد العالمي في بنما.
أما دورنا في الأولمبياد فهو عامل مساعد للمؤسسات التعليمية، ونختار الطلبة المتميزين في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وحالياً الروبوتيك من خلال المناظرات ومهارات إضافية، وفي المناهج الدرسية بدأنا رويداً رويداً معها، والمؤكد أنها ستكون إثرائية للمعلومة التي لديهم في عصر المعلوماتية، وفي المرحلة الجامعية يصبح الطالب جاهزاً لمنافسة أقرانه على مستوى العالم، ويحقق ذلك، وبصراحة الكثير من طلبتنا حصلوا على منح على المستوى العالمي لتفوقهم، وآمل من خلال هذه البيئة الاستثمارية مستقبلاً الاستفادة منهم.
وأشاد د. النقري بالتشبيك القائم مع مؤسسات وزارة التربية، وخاصة في مدارس المتفوقين، على أمل الوصول لجميع المدارس مستقبلاً.

كشف المواهب
بدورها مديرة الأولمبياد السوري المهندسة لين قاسم أوضحت أهمية المسابقة في كشف المواهب عند الأطفال بهذه الأعمار الصغيرة، بغية تأمين البيئة المناسبة لتنمية المهارات لديها وتطويرها، لتصل إلى مستويات متقدمة، تؤهلهم للمشاركات العالمية، ففي العام الماضي شاركنا في الأولمبياد العالمي للروبوت وحصدنا ميدالية برونزية، ونتطلع لإنجازات أكبر.

مدير الأولمبياد العلمي السوري: كشف المواهب عند الأطفال لتنمية المهارات لديهم وتطويرها

وبينت قاسم أن المنافسة بين الطلاب الصغار كانت كبيرة وحلوة، والمهم أن نبعد عنهم فكرة الربح والخسارة، بل نؤكد على الاستفادة من البطولة لتطوير المهارات وتحسينها، وهذه رسالتي للأهالي أيضاً.
هناك مشروع نعمل عليه مع مدارس المتفوقين من خلال تأهيل مدربين ضمن تلك المدارس، وكذلك ضمن الجمعيات أو المؤسسات المعنية، التي تشارك معنا في البطولات، ولكننا لا نقدم أي تجهيزات، ووزارة التربية والمؤسسات والجمعيات تؤمن احتياجاتها من ذلك.

أهمية التشبيك
مدير البطولة في لبنان، ومدير جمعية كلمات اللبنانية سميح جابر بين في حديثه لتشرين أهمية التشبيك بين الأولمبياد العلمي السوري واللبناني،  ومنعكساته الإيجابية على الجيل، من خلال الاحتكاك مع بعض، ليكتشفوا ويكتسبوا الخبرات من بعضهم، وفي العام القادم ستكون هناك بطولة إقليمية أكبر نأمل أن ينضم لها عدد من الدول العربية.
كانت لنا مشاركة اليوم في سورية بفريقين، وفي الأسبوع القادم  ستكون هناك ثلاثة فرق سورية تشارك في بطولة لبنان، ما يساهم في تبادل الخبرات التقنية والعلمية بين البلدين.
وأشاد جابر بالمنافسات في البطولة، وبمشاركة الأطفال في هذه السن المبكرة، وقيامهم بالبرمجة بشكل لافت للنظر.

التدريب بشغف
وأشار الدكتور علي جابر من الجامعة اللبنانية إلى تحدي الأطفال والأسر للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به المنطقة، والحصار الذي تتعرض له، وحرصهم على التدريب بشغف والمشاركة في البطولات، ما يجعل المرء يشعر بالغد المشرق تجاه أطفالنا الذين يعملون في مجال الروبوتات، وتالياً الاستفادة من التكنولوجيا في حياتنا وتنمية المهارات بشكل كبير لدى أبناء هذا الجيل.

شدة المنافسة
الزهراء الأحمد طالبة البكالوريا العلمي من الفريق المتميز للمركز الوطني للمتميزين، والتي تشارك في البطولات منذ الصف العاشر، بدت الفرحة على وجهها، حين فاز فريقها بإحدى جولات المنافسة، ونوهت في حديثها لتشرين إلى  شدة المنافسات في البطولة وتميزها في تجمع الشغوفين في عالم الروبوت.
المحامي أحمد وليد منصور بين في حديثه عن مشاركة ابنه وليد من الصف الثاني أن الاهتمام كبير في العلوم التقنية والمعلوماتية، وأولت هيئة التميز والإبداع  الاهتمام بالفئات العمرية، وقد لاحظنا ذلك من خلال الاعتناء بالأطفال، وتعليمهم لغة العصر المتعلقة بالروبوت والتقنية والتكنيك، ما يساعد الأطفال على تفتح أذهانهم لأهمية تلك العلوم في حياتنا.

دورات قبل البطولة
المشرفة على أحد مراكز التدريب في دمشق لميس رجب أكدت أن مركزهم أقام دورتين تدريبيتين قبل الولوج في البطولة، فعملنا على المبادئ الأساسية للروبوتات، حيث لكل فئة عمرية الروبوت الخاص بها، وأخذ منا التدريب ثلاثة أشهر ونصف بمعدل مرتين في الأسبوع، وبرسم اشتراك شهري مقداره 150 ألف ليرة.

تحفيز للأطفال
نورا الخياط والدة الطفل كرم إبراهيم صف أول عبرت عن اعتزازها بمشاركة ابنها للمرة الأولى في مسابقة المتاهة المخصصة لطلاب الصفوف الأول والثاني والثالث، والتي أتاحت لابنها تعلم المنافسة واللعب مع الفريق، ما يحفزهم لمزيد من الجد والتعب، متمنية الفوز للجميع، وأضاف والده: تحفيز الطفل أمر في غاية الأهمية، خاصة حين ينتقل من الأدوات المحسوسة التي يحملها، ليفكر بعمق أكبر في ميدان المنافسة، ولدى ابني ميول واضحة في هذا المجال، ونسعى لتشجيعه من خلال تدريبه المتواصل في أحد الأندية المتخصصة في مجال الروبوت.

دعم معنوي وتعليمي وبرمجي
وأشارت المدربة ديانا مكنا لأهمية العملية التدريبية قبل ميدان المنافسة في حلبات السباق، وتقديم الدعم المعنوي والتعليمي والبرمجي لتكون النتائج جيدة، وقام طلابي بتنفيذ مجمل المعلومات التي أعطيت لهم قبل البطولة، وطموحي أن يحققوا نتائج أفضل في المسابقات المقبلة.
وأوضحت المدربة رغد الخليل طريقة علمها في ميدان التدريب التي تعتمد غالباً على الطلبة في البرمجة لحثهم على الاجتهاد، ولنكتشف الخوارزمية سوية، ليعودوا بشكل أفضل في كل مرحلة وتحسن عن سابقتها، للوصول إلى النتيجة النهائية، ويتابعون في البطولة ذلك على النمط نفسه، وكان تنفيذ مهاراتهم بشكل جيد، فنفذوا خوارزميات للحل بأنفسهم وكذلك على مستوى البرمجيات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار