منظمة شنغهاي والاقتصاد العالمي وسورية

تعتبر منظمة شنغهاي SCO التي تأسست سنة /2001/  حالياً من أهم المنظمات الدولية وقد حققت نتائج اقتصادية كبيرة  علماً أنه لم يمر على تأسيسها سوى 22 عاماً، ويعقد حالياً  في (الهند) مؤتمر لوزراء دفاع دول المنظمة التي تضم في عضويتها كلاً من (روسيا والهند وكازاخستان والصين وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران)، وتشارك  إيران للمرّة الأولى في هذا الاجتماع على مستوى وزارة الدفاع وقبلت كعضو من أعضاء المنظمة سنة /2022/، وتضم المنظمة إضافة إلى دولها الأعضاء الأساسيين/3/ دول مراقبة وهي (أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا) وأبدت جميعها الرغبة في الحصول على العضوية الكاملة، وتوجد دول مصنفة كشركاء في الحوار وهي (أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسريلانكا وتركيا ومصر وقطر)، وبالتالي يمكن القول إن منظمة شنغهاي للتعاون تعتبر اليوم كأكبر منظمة إقليمية في العالم من الناحيتين الجغرافية والسكانية، وتنسق المنظمة بين الدول الأعضاء في كل المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والأمنية وترسيخ علاقات حسن الجوار ومحاربة الإرهاب والمخدرات ومواجهة الحركات الانفصالية والتطرف الديني وحماية البيئة وترسيخ أسس الأمن والسلام والاستقرار.. إلخ، وتعمل مع توءمها مجموعة (البريكس) التي تضم كلاً من (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) لترسيخ أسس نظام اقتصادي عالمي جديد وإقامة عالم متعدد الأقطاب والخروج عن القطبية الأحادية، وبسبب نجاح مسيرة المجموعتين (شنغهاي والبريكس)  بدأت الكثير من دول العالم تتقدم بطلب للانضمام إليهما، وتشكل منظمة شنغهاي أكثر من /50%/ من عدد سكان العالم وتساهم بأكثر من /32%/ من قيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي  ومن ضمنها /4/ دول تمتلك أسلحة نووية، ودولتان تمتلكان حق النقض VETO، ودولتان من دول المنظمة وهما (الصين والهند) تحققان أكبر معدل نمو اقتصادي في العالم، ولها علاقات قوية مع الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية مثل رابطة الدول المستقلة ورابطة دول جنوب شرق آسيا ومنظمة الأمن الجماعي.. إلخ، ومن خلال متابعة اجتماع وزراء دفاع دول المنظمة وجدنا أنهم أرسلوا رسائل أساسية تتمحور حول الرغبة في إنهاء القطبية الأحادية والدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب، فمثلا صرّح السيد  وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) بأنّ هناك تغييراتٍ جوهرية وديناميكية تحدث ولا رجعة فيها في عملية تشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب،. كما دعى وزير الدفاع الإيراني إلى ضرورة تفعيل حزام الأمن البحري للمنظمة بهدف الحفاظ على أمن خطوط الاتصال والضمان الجماعي للتجارة العالمية بمشاركة القوات المسلحة للدول الأعضاء،  وخاصة المحيط الهندي والمياه المفتوحة المحيطة به، واقترح تطبيق ذلك عملياً تأسيس آلية  (حزام الأمن البحري لشنغهاي)  بهدف الحفاظ على أمن خطوط الاتصال والضمان الجماعي للتجارة العالمية بمشاركة القوات المسلحة للدول الأعضاء.
وهنا نسأل بل نتساءل هل تنجح المنظمة في ترسيخ أسس نظام عالمي جديد وهي تمتلك كل المقومات اللازمة لذلك ؟، وخاصة بعد تصريحات قادتها ولا سيما  السيدين الرئيسين الروسي (فلاديمير بوتين) والصيني (شي جين بينغ) خلال قمتهما مؤخراً في موسكو، فقد خاطب الرئيس الصيني الرئيس بوتين بقوله (إن روسيا والصين تدافعان بشكل مشترك عن إقامة نظام عالمي عادل وديمقراطي ومتعدد الأقطاب)، فأجابه الرئيس الروسي بأن الدور متعاظم لمراكز النفوذ الجديدة وخاصة أن  سمعة منظمة شنغهاي للتعاون في ازدياد، وهي واحدة من بين أكبر المنظمات العالمية، وأكد الرئيسان على أن (النظام أحادي القطب في العالم يجري استبداله).
فهل ستكون  هذه المنظمة منافساً قوياً لحلف (الناتو والاتحاد الأوروبي) ولاسيما مع تراجع معدلات النمو الاقتصادي في الدول الغربية وزيادته في الاقتصادات الناشئة وخاصة (الصين والهند وروسيا وإيران) وغيرها؟، ومع القوة الاقتصادية تتغير معالم القوة السياسية والعسكرية وغيرهما، وبرأينا يجب أن تتعامل دول المنظمة بعملاتها المحلية والعمل لإيجاد نظام مالي عالمي بديلاً عن نظام (سويفت) الذي تسيطر عليه أمريكا منذ تأسيسه سنة /1973/، ولكن روسيا وكما قال رئيسها فلاديمير بوتين لا بد لها من إيجاد  آليات بديلة موثوقة للتسويات الدولية ويقصد نظام سويفت واقترح أنه يمكن الاعتماد على  إنشاء عملة احتياطي دولية على أساس سلة عملات بريكس.
وانطلاقاً مما سبق فإننا ندعو كما دعونا سابقاً للإسراع لتأمين عمليات الانضمام  إلى هذه المنظمة وأيضا مجموعة بريكس والاستفادة من قوة وخبرة دولهما ومؤسساتهما المالية وبما يدعم مواجهة الإرهاب في سورية والبدء بإعادة الإعمار والبناء وتفعيل  العجلة الاقتصادية السورية وتطوير العلاقات الاقتصادية مع المجموعتين إلى مستوى العلاقات السياسية، والسيد الرئيس بشار الأسد استقبل المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط شاي جون وقد أعلنت سورية سابقاً رغبتها بالانضمام إلى مشروع (الحزام والطريق) الصيني العملاق، وكل هذا يساعدنا في سرعة الانضمام للمنظمتين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار