متاهة الرؤية والقرار

يبدو أن الاتحاد الأوروبي لم يعد قادراً على اتخاذ القرار المستقل النابع من المصلحة العليا لشعوبه، بل إنه يعيش في حالة من التيه والتخبط بين الركون إلى وجهة النظر الأمريكية أو اتخاذ القرار الصائب وفق وجهة النظر الأوروبية حيال أهم الملفات والقضايا العالمية.
يقول أحد المسؤولين الفرنسيين: «ينبغي على أوروبا أن تنظر إلى الصين بعين أوروبية وليس بعين أمريكية»، لكن هل وصل الأوروبيون إلى هذه القناعة؟ وهل قرروا فعلياً طيّ صفحة الغرور والتعجرف والانسياق خلف واشنطن، وحسموا أمرهم بالتعامل مع بكين من منظور المصلحة المشتركة التي ربما تجعل منهم قطباً فاعلاً من أقطاب العالم الجديد الآخذ في التكون والظهور، أم إنهم ما زالوا يمرون عبر متاهة الرؤية والقرار، التي ربما تضعهم على حافة إطار الفعل وربما خارجه بشكل مطلق؟
المتابع للتصريحات الأوروبية يلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك مدى التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب سواء مع الحليف التقليدي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية، أم الخصم المتخيّل المتمثل بالصين الشعبية، فعلى سبيل المثال يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة أن تكون لدى أوروبا إستراتيجية مستقلة عن الولايات المتحدة، وتؤيده في ذلك أغلبية الزعماء الأوروبيين، على حدّ قول رئيس المجلس الأوروبي جوزيب بوريل، وبالوقت نفسه نجد هذا الرئيس ومعه الزعماء الأوروبيون ينساقون وراء واشنطن بشكل أعمى في عدائها للصين وعدم الاعتراف بأحقيتها في وحدتها السياسية والجغرافية مع تايوان، على حدِّ قول بوريل نفسه: «على الأوروبيين أن يسيّروا دوريات بحرية في مضيق تايوان»، متناسياً مدى حساسية هذا الملف بالنسبة إلى الصين، الذي قد يعيد العلاقات الثنائية إلى نقطة الصفر، فمتى تخرج أوروبا من متاهتها؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني