أين الرسالة في أعمالنا الدرامية؟! نقاد فنيون: الدراما السورية بعيدة عن الواقع

تشرين – زينب شحود: 

تنقسم الآراء النقدية بالنسبة للأعمال الدرامية بين منتقد لها وباحث عن سلبياتها ومفنّد لإيجابياتها وبين آراء تعتمد رؤية النصف الممتلئ للكأس في حين يؤكد آخرون أن النقد للأعمال التلفزيونية مهم وضروري جداً لرصد القيمة المضافة لهذه الأعمال وتأثيرها على المجتمع بحكم دخولها لكل المنازل وتنوع الشرائح التي تشاهدها.. وفي ظل تنوع هذه الأعمال بين الاجتماعة والكوميدية والتاريخية نتساءل هل استطاعت هذه الدراما أن تعكس الصورة الصحيحة للمواطن السوري في ظل التزاحم خلال المواسم الرمضانية؟.. ولماذا هذا الابتعاد عن المسلسلات الواقعية؟ وما هي الإضافة أو الفائدة المجتمعية أو الحلول التي تقدمها الدراما السورية، ولا سيما أعمال البيئة الشامية وخاصة أنها أعمال فانتازية؟.. وهل يخلو واقعنا من القصص حتى نعود بالدراما إلى القديم؟ القديم المتخيل الذي لا يعبر عن الواقع إلا شكلياً؟!

يوضح الناقد عدنان الدربي أن بعض الأعمال لاقت استحسان الجمهور بأسلوبها في حين ابتعدت أخرى عن الواقع بشكل كبير ولا سيما مسلسل ” قرار وزير ”

للمؤلف والمخرج طارق سواح والذي يعد بعيداً عن التربية من خلال شخصية ابن الوزير وتصرفه مع والديه دون احترام من خلال حديثه الذي لا يمت إلى الأدب بصلة.. ويتابع الناقد الدربي : ” أطلب من الكتاب في المسلسلات القادمة أن يدخلوا إلى البيوت السورية وإظهار حياة السوريين، ومشاكلهم وهمومهم بأسلوب واقعي يرى فيها المشاهد نفسه حتى يكون المسلسل مقنعاً ” مستشهداً بكتابات نجيب محفوظ في البيئة المصرية وغسان كنفاني في البيئة الفلسطينية ووليد إخلاصي في البيئة الحلبية وفارس زرزور في البيئة الشامية على سبيل الأمثلة لا الحصر .. ويتساءل  : ما هي الفائدة التي قدمتها المسلسلات للناس غير التسلية؟.. ” صحيح أن الترويح عن النفس أمر جميل ولكن الأجمل الفائدة التي يجنيها المشاهد بعد انتهاء المسلسل مثل بث القيم الأخلاقية كفضل الآباء والأمهات واحترامهم وتقدير جهد الأخ لأخيه وعدم إيذاء الناس من أجل المصلحة الخاصة وحب الوطن وحمايته والمحافظة عليه”..

أما الناقد إبراهيم كسار فيرى أن الدراما السورية تعاني من الرتابة والتكرار للمواقف والمضامين معتبراً أنها وصلت إلى حد الإملال والإثقال ولا سيما في مسألة صنع أجزاء كثيرة للمسلسل الواحد بلا هدف أو تقديم لجديد مثل مسلسل “باب الحارة ” الذي ربما لن ينتهي.. متسائلاً : لماذا الإصرار على تقديم أعمال البيئة الشامية القديمة بلا هدف وكأن الواقع يخلو من القضايا والمشكلات الاجتماعية التي تصلح أن تكون أعمالاً تلفزيونية ؟” ويتابع كسار : ما المقصود بمسلسل “صبايا” هل هؤلاء الصبايا هُنّ الشريحة الأساسية الكبيرة في الفتيات السوريات حتى نقدم حياتهنّ اليومية ضمن مسلسل؟ هل عشن مآسي واقعنا بشكل حقيقي ؟ أم أن هدف المسلسل استعراض للأجسام الفتية الشابة والموضة والأزياء؟ مضيفاً : “أي مقصودية تختبئ وراءها هذه الأعمال التي تجعل الشاب الحلبي مثاراً للسخرية والهزء ؟ “.. ويتابع موضحاً:  هناك الكثير من الكتّاب والروايات والقصص والنصوص القيمة التي يمكن الاستفادة منها في صنع الدراما ولدينا في مدينة حلب عدد من الأدباء والقاصين يستطيعون إنتاج نصوص رائعة تغني الحراك الدرامي مثل الأديب محمد أبو معتوق والأديب الدكتور محمد زياد محبك وغيرهم من الذين يملكون رصيداً أدبياً غنياً من القصص والروايات .

وعن ابتعاد الدراما السورية عن الواقع يقول : ربما ليس ثمة من يرصد هذا الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المعيش أو أن أعمال الواقع لا تدر المال على عكس أعمال البيئة الشامية على اعتبار أن الهدف من صنعها تجاري بحت.. وعن رأيه في أعمال الموسم الرمضاني ٢٠٢٣ يبين أنها خالية من أي رسالة أخلاقية او اجتماعية ولا تضيف شيئاً من القيم إلى المجتمع ولا سيما أنها تقدم مواقف مغلوطة ومشوهة من سلب ونهب وضرب وعنتريات وقتل كما في “باب الحارة” و”زقاق الجن”  ولا تشبه حياتنا السورية، تم صنعها فقط لحصد الريع التجاري بعد بيعها للمحطات الفضائية ولم تقدم شيئاً قيماً على مستوى الوطن العربي مشيراً إلى استغرابه من اشتراك كبار النجوم في مثل هذه الأعمال التي لا تملك قيمة حقيقية على المستوى الإنساني والاجتماعي رغم امتلاكهم رصيداً فنياً قيماً لافتاً إلى عتبه على الدراما السورية التي تتضاءل وتميل كما أختها المصرية إلى الضحالة والجمود والرتابة والمباشرة القميئة التي تتخلى عن قيمتها ولا سيما أمام الشبكة العنكبوتية وانشغال الجيل الجديد بالإنترنت.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1200 فيلم وسيناريو تقدّم للمشاركة في مهرجان كوثر الدولي السينمائي في إيران "الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع!