الصيام تجربة روحية سامية

تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
الصيام تجربة روحية سامية تقربك من الله عزّ وجلّ، وتشعرك بالراحة والطمأنينة والسلام في شهر رمضان المبارك، الذي هو فترة استراحة من ضجيج الحياة، حيث يمنحنا فترة هدوء وسلام، لنهتم فيها بعلاقتنا الروحية بالخالق، ولنمارس العبادات، ولنختلي بأنفسنا ونفكر بما لا نستطيع التفكير به في ظل إنشغالاتنا اليومية، فالإحساس بالجوع ومنع النفس عن الشهوات في رمضان يعملان على تربية الإنسان الصائم وتهذيب شخصيته وتنمية القيم السامية فيه، لأن هذا الشهر يشعرنا بألم الحرمان، ما يجعلنا نتعاطف مع الآخرين، ونشعر بهم فيرتفع إحساسنا بالمسؤولية تجاههم.
كما يعمل هذا الشهر على كسر الغرور والكبر في داخلنا، ويخلّصنا من مشاعر الطمع والأنانية واللامبالاة، ويزرع في نفوسنا التواضع والتعاطف.
رمضان يعمل على تنمية قيم التسامح والكرم والعطاء وعمل الخير والمحبة والرضا والتصالح مع الذات، كما أن الصيام يعلّمنا صلة الرحم بما يحمله من أعمال الخير وما يشيعه من أجواء المحبة التي تنتشر في شهر الصوم، وتخلق طاقة روحانية عالية تنعكس إيجاباً على المحيط الذي يعيش فيه الإنسان.
كما أن الصيام هو علاج للإدمان، فقد أكد الباحثون أن صوم شهر رمضان يساعد على التخلص من مشكلات الإدمان على المخدرات، ويعزز القوة الذهنية ويحفّز الإبداع، واستنباط الأفكار الجديدة، وهو في الأول والآخر عبادة وطاعة لله، تقبّله الله منا ومنكم.. «صوموا تصحّوا».