عقدان على الغزو الأمريكي للعراق.. فصول وتفاصيل جريمة العصر

تشرين- شوكت أبو فخر:
رغم مرور عقدين على جريمة الغزو الأمريكي للعراق، فإن ما يتكشف عن فصول وتفاصيل جريمة العصر، وممارسات قوات الاحتلال الأمريكي ، فظيع ومرعب بكل المقاييس.
وزارة البيئة العراقية أكدت مؤخرا، في تقرير لها، أن القوات الأمريكية استخدمت اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق، ما أدى لتزايد حالات الإصابة بالسرطان.
ورداً على سؤال حول ما إذا ثبت استخدام القوات الأمريكية ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق
أشار مدير المركز العراقي للوقاية من الإشعاع التابع لوزارة البيئة صباح الحسيني إلى ثبوت هذا الأمر، وتزايد حالات الإصابة بالسرطان في جنوب البلاد وخاصة محافظة البصرة، موضحاً أن مجلس السرطان بوزارة الصحة يسجل هذا الارتفاع وهناك إحصاءات رسمية تدل على ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان.
تأكيد الوزارة العراقية جاء بمثابة وثيقة جديدة، مدعومة بالأرقام عن تزايد حالات الإصابة بالسرطان، لقد استطاع علماء البيئة قياس مستويات عالية من اليورانيوم في عينات من التربة من عدة مناطق في العراق، وقد ربطوا تلك القياسات والنتائج التي توصلوا إليها بالزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بأمراض السرطان المسجلة في السجلات الوطنية العراقية.
هذا الأمر ينسجم مع ما كشفته “شبكة المعلومات الإقليمية المتكاملة” عن وجود وثائق حصرية تؤكد استخدام الطائرات الأمريكية سلاح اليورانيوم المنضب ضد ما يوصف بـ “أهداف سهلة” خلال غزو العراق في العام 2003.
وبحسب الوثائق فإن الطائرات الأمريكية شنت ألفا و116غارة استهدفت من خلالها “أهدافا سهلة” كالسيارات والشاحنات ومواقع عسكرية بأسلحة تحوي اليورانيوم المنضب ما بين شهري آذار ونيسان من العام 2003 “.
وأوضحت وثائق الشبكة أن”اليورانيوم المنضب استخدم أكثر من 300 ألف مرة في العام 2003 في العراق”، وأن نسبة المباني المستهدفة بلغت 16.5 بالمئة من مجموع الأهداف، في حين بلغت نسبة استهداف الدبابات 33.2 بالمئة والأهداف السهلة كالسيارات 35.7 بالمئة.
لقد طالبت الحكومة العراقية ومنذ عام  2014 بتزويد السلطات المحلية، بمعلومات مفصلة عن مكان وجود مجالات استخدام اليورانيوم المنضب، والكميات المستخدمة من أجل تقييم واحتواء التلوث المحتمل وخصوصا في ظل ما شهدته العديد من المناطق العراقية من تشوهات خلقية في الولادات رجح المختصون سببها إلى اليورانيوم أو مواد ممنوعة أخرى.
وفي سياق متصل تحذر الشبكات المختصة، من مغبة مضي  قوات الاحتلال الأمريكي، بالجرائم نفسها.
وترى الشبكات عينها، أن طائرات “ايه 10” الأمريكية نفسها تحلق اليوم في سماء العراق وسورية حيث “تضرب مواقع تدعي انها لتنظيم “داعش” الإرهابي بحسب زعم واشنطن ما يعني أنه لا توجد موانع من قبل البنتاغون تعيق استخدام اليورانيوم المخصب مجددا.
المرعب، ليس ما كشفته هذه الوثائق جميعها، على خطورته، بل إذا ما علمنا أن ما ألقي على العراق  يساوي في ذريته ما يعادل 250 قنبلة ذرية، هذا حسب كتاب جديد، صدر عن منظمة المجتمع العلمي العربي، ويسبر المضاعفات الصحية للتلوث الإشعاعي الذي نجم عن حروب الخليج في عامي 1991 و2003، ويحتوي حقائق صادمة وأرقاماً مرعبة حول إصابات السرطان بين أطفال العراق، فهم الضحية الأولى، وبلدهم  بات صاحب أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم، إذ يشكل سرطان الأطفال فيه 8% ، مقارنة بـ1% في الدول المتقدمة.
بقي أن نلفت إلى أن أكثر السرطانات شيوعا هو سرطان الدم، تليه سرطانات الجهاز اللمفاوي والدماغ وأورام الجهاز العصبي، وقد تضاعفت إصابة الأطفال بسرطان الدم في مدينة البصرة ثلاث مرات خلال الخمسة عشر عاما الماضية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار