جمعية أجيال فوق الأزمات (لحتى ما يصير خوفك سجنك)
تشرين- حنان علي:
إن تعط مما تملك فإنك تعطي القليل، فإن تهب من نفسك فهذا عين العطاء، لا شيء يدفعك لعيش معاناة الآخرين وتجاربهم الخاصة أكثر من العمل التطوعي.
فريق مثابر يؤمن بأن المجتمع السوري المعافى يبدأ من عائلة سورية سليمة عبر التركيز على التوعية الاجتماعية والإرشاد النفسي لمكونات العائلة للعبور فوق الأزمة، وبلغة محكية وجه أعضاؤها لكل خائف ومحتار رسالتهم: (لحتى ما يصير خوفك سجنك وحيرتك تقودك للخيبة، شاركنا بهمك، رح تلاقي مشورة نفسية لنعبر معك فوق الأزمة).
الأخلاق والمحبة عنوان عريض تبنته جمعية أجيال فوق الأزمات التي أشهرت منذ عام ٢٠١٥ و تترأسها د.نهلة اسحق التي كان لـ(تشرين) معها هذا اللقاء:
بداية أعمال الجمعية وفق د. اسحق استندت إلى مهام خاصة بـ «تقديم خدمات الدعم النفسي للعائلة السورية وخصوصاً الشباب والمراهقين من الجنسين، ودراسة أسباب المظاهر التي تفاقمت خلال الأزمة. وذلك عبر إقامة ندوات ومحاضرات وتنظيم ورشات عمل ونشاطات تعليمية وفنية ورياضية وترفيهية للوصول إلى شرائح متنوعة من العائلات السورية».
و بسؤال عن القيم الجوهرية لجمعية أجيال فوق الأزمات أجابت د.اسحق بالقول: «أهمها الإبداع في طرق إيصال الدعم النفسي والتوعية الاجتماعية، كجزء مهم من رسالتنا الإنسانية. ثانيها التركيز على أهمية العمل التطوعي في بناء الذات والمجتمع. ليأتي تالياً العمل الجماعي، والمشاركة في المهام والمسؤوليات، والشفافية والمصداقية في الأداء والتعامل. بينما تقوم رؤية الجمعية على تقديم المشورة الفعالة لمكونات الأسرة والتشجيع على امتلاك وسائل فعالة لعبور الأزمات».
ما برحت مسيرة الجمعية منذ تأسيسها قائمة على تنفيذ برامج إنسانية أبرزها تمكين المرأة المعنفة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الذي يساعد المرأة في التصدي لظاهرة العنف الجسدي أو المعنوي، كما نشرت الجمعية برنامجاً لتوعية الطلاب المتسربين من المدرسة و تقديم المساعدة المادية للتصدي لظاهرة عمالة الطفل»..
وبسؤال عن تأهيل المتطوعين أجابت د.اسحق إنهم يلتحقون بدورات تدريبية دورية لتعلم سبل تقديم المشورة الفعالة، وحضور ندوات توعية لظواهر اجتماعية عدة عبر تدريبات ميدانية في المدارس وفعاليات شبابية.. وخلال كارثة الزلزال سارعت الجمعية بتعاضد فريقها المتطوع بزيارات ميدانية للأماكن المتضررة في حلب واللاذقية وجبلة وعملت على تقديم المعونات الإغاثية من طعام وألبسة وأدوية وحليب للأطفال ومستلزمات النظافة، وهي حريصة كل الحرص على تقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين عبر لقاءات ترفيهية لفئة المراهقين وذلك ضمن رؤية الجمعية لمفهوم الدعم النفسي لجميع أفراد الأسرة، كما قامت بزيارات ميدانية لمستشفى تشرين مقدمة الدعم المادي والنفسي للمصابين.
وبالاستفهام عن داعمي الجمعية أوضحت رئيسة الجمعية د.نهلة اسحق أن المساندين للجمعية هم أعضاؤها وأصدقاؤها، مجموعة من الشباب والمراهقين والسيدات المتطوعات، إضافة إلى فئة المتطوعين من الأطباء والمعلمين والمثقفين.
وفي نهاية اللقاء ختمت رئيسة جمعية أجيال فوق الأزمات لقاءها مع تشرين بالقول: «نتطلع إلى تغيير مجموعة من القوانين لتفعيل عمل الجمعية و تسهيل قيامها بمهامها، كما نرنو إلى انتشار أوسع لعمل الجمعية على مختلف الأراضي السورية للوصول إلى المجتمع بكل أطيافه».