متروكة للزمن!
لا نعرف إن كنا سننتظر طويلاً حتى نتعظ من كارثة الزلزال ونستدرك في المحافظات غير المنكوبة الكثير من عوامل الخطورة قبل أن يباغتها أي طارئ.
تعرّضت الكثير من المباني في محافظة درعا خلال سنوات الحرب على سورية لأضرار متفاوتة، بعضها كان جزئياً والآخر كلياً شمل معظم مكوناتها بما فيها الجملة الإنشائية، والمثال الأبرز يأتي من أحياء عدة في مدينة درعا، حيث تشاهد في السوق الرئيس ضمن حي المحطة الكثير من الأبنية المهدمة أو الآيلة للسقوط بشكل خطر للغاية، كذلك الحال في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، فيما لوحظ أن بعض أصحاب الأبنية بادروا إلى البدء بإزالة الأعمدة المتهالكة وإنشاء بديل عنها، وإزالة أجزاء الأسقف المهدمة وإعادة ترقيعها.
نعرف البعض من أصحاب تلك الأبنية لم يعودوا إلى البلدية أو نقابة المهندسين، بل اعتمدوا على “طوبرجية” بلا أي خبرة لتنفيذ تلك الأعمال، وبعضها أصبح مأهولاً منذ فترة والآخر على الطريق، حتى إنّ عدداً من مستأجري المحال التجارية في السوق الرئيس وللحفاظ على حقوقهم فيها، قاموا بتركيب أقفال لتلك المحال على الرغم من أن المباني المتوضعة ضمنها متصدعة، وبعضهم يزاول العمل فيها على الرغم مما تشكله هذه الحالة وسابقتها (السكن) من خطورة بالغة على حياة من فيها.
لا يحتاج الأمر إلى اختراعات ولا يقبل المزيد من التأخير والمماطلة، بل يتطلب تشكيل لجان فنية من نقابة المهندسين والبلدية وبأسرع ما يمكن للكشف الحسي على تلك الأبنية التي تم ترميمها ضمن الأحياء السكنية ومأهولة حالياً، وتقييم مدى سلامتها واتخاذ القرارات الصائبة بشأنها، وكذلك الأبنية المتداعية والآيلة للسقوط في الوسط التجاري وإصدار التقارير الهندسية حيالها لجهة بيان فيما إذا كانت قابلة للترميم أم تستوجب الإزالة الفورية، وذلك في سبيل تلافي أي مخاطر محتملة في حال حدوث أي طارئ كالزلازل أو الهزات الشديدة.. فهل من استجابة؟ نأمل ذلك.