عظم ذهب..!

بعد “طيران” الفروج من حسابات أغلبية الأسر وتعذر تواجده على الموائد، أغلقت بعض محال بيعه في مدينة حلب، لكن مع تواصل موجات غلائه المتتالية وعجز المستهلكين عن الشراء زادت وتيرة الإغلاقات لتشمل أكبر وأشهر محل فروج في العاصمة الاقتصادية، في انتكاسة جديدة اقتصادياً واجتماعياً وخاصة لجهة فقد عائلات عديدة مصدرها رزقها عند الإغلاق الكلي، الذي تجنّبه كثر، وفضّلوا مسك العصا من الوسط عبر تغير الكار كله، كالانتقال إلى “الفلافل”، الأكثر رواجاً وإن خرجت عن عرفها كمأكول للفقراء.

حالات الإغلاق المتكررة مؤخراً، ليست متأتية من الغلاء وضعف قدرة المواطن الشرائية فقط، فسياسة “الجباية” المرهقة، من دون اكتراث بالواقع الاقتصادي والخدمي الصعب، من صعوبة تأمين مستلزمات العمل الأولية كالمحروقات وشرائها بأرقام كبيرة وأسعار الأمبير المكلفة وغيرها، دفع الكثيرين إلى اتخاذ هذه الخطوة المقلقة، على مبدأ “مافي شي جايب همه، ليزيد الطين بلّة تقديرات “المالية” بأرقامها الخيالية على المحال المنتجة المستندة في تكليفها على صيت الحلبيين السابق بأن “عظمهم ذهب”، وعموماً قد يكون هذا الكلام صحيحاً قبل تعرض المدينة إلى أقسى حرب إرهابية على الإطلاق، ما يستوجب منح المنتجين أياً كان مجال عملهم فرصة لالتقاط الأنفاس لاسترجاع العز الصناعي والتجاري وحتى الصيت السابق، وهذا يتطلب مراعاة ظروف العمل القاسية، فلا شك أن تسديد الضرائب واجب وحق للخزينة، لكن تفعيل الإنتاج أهم وأنجع اقتصادياً في الوقت الحالي، وبالتالي بعض من التساهل والإعفاء لمن ينتج لا يضر مع ملاحقة المتهربين ضريبياً وليس المنتجين، والانتظار ريثما يطبق الربط الشبكي وتبيان جدوى ربط التكليف الضريبي باستجرار المازوت والغاز، على نحو يحقق العدالة الضريبية ويحفظ حق الخزينة، أما فرض الضرائب بهذه الطريقة لا يعدو كونه “تطفيشاً” في غير أوانه.
وقف موجة الإغلاقات وتمكين المواطن من شراء مادة الفروج، يفرض أولاً وأخيراً دعم قطاع الدواجن بعيداً عن السلف المالية، التي تتبخر من دون رؤية أي نتائج جيدة، حيث يتطلب ذلك سلسلة خطوات متتابعة أهمها تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مقبولة كالمازوت والأعلاف، التي كنا نعتقد أن الذرة الصفراء بموسمها الوفير قد تحلّ المشكلة، لكن للأسف حصل العكس، ما يطرح إشارات استفهام كبيرة، توضيحها وكشف مكامن التقصير والعجز يفترض أن يكون مقدمة لإنقاذ قطاع الدواجن وإتاحة الفرصة لشراء المواطن الفروج والتمتع بنكهاته الشهية، وهذا قد يعيد فتح المحال المغلقة، فالإغلاق ليس في مصلحة اقتصادنا المتعب وخاصة إذا شمع أصحابها الخيط وهاجروا إلى دول تستقطب الحرفيين وأصحاب الخبرة واللقمة الطيبة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتفاقية تعاون بين اتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وحلب.. الوزير المنجد: نسعى إلى تعزيز مبدأ التشاركية مع المنظمات غير الحكومية وبناء قاعدة معرفية أهلنا في الجولان يرفضون المواقف التحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء الأطفال سورية تحيي الموقف البطولي لأهلنا في الجولان المحتل ورفضهم زيارة مجرمي الاحتلال وآخرهم نتنياهو لمجدل شمس وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن استعداده لدعم القطاع الصحي في الحسكة مواجهات حاسمة في ختام بطولة زهرة الجولان للشطرنج المغربي مزراوي على أعتاب مان يوناتيد رؤساء ومسؤولون دوليون يهنئون مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية لفنزويلا