لافروف وشكري: ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري سامح شكري ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها، وحل الأزمة فيها سياسياً.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره شكري في موسكو: “ركزنا خلال المباحثات التي قمنا بها على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها، واحترام حقوق مواطنيها في تقرير مصيرهم ومصير دولتهم”، لافتاً إلى أن روسيا تنطلق من الحاجة إلى تكثيف عمل جامعة الدول العربية، وخاصة بعد الأزمة في سورية.
من جهة أخرى، أشار لافروف إلى أنه تلقى رسالة محددة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر نظيره المصري، قائلاً: “إننا نقيّم الموقف المتوازن والمسؤول لمصر، حيث إن نظيري قدّم رسالة من بلينكن في القاهرة، وقد تحدثنا دائماً أن روسيا مستعدة لأي مقترحات جادة تهدف إلى تسوية الوضع الحالي برمته في سياقه الشامل، وتشمل جميع جوانب القضية”.
لافروف: الطريق نحو السلام لن يكون عبر إمداد أوكرانيا بالأسلحة
وتابع لافروف: “لقد استمعنا مجدداً من وزير الخارجية المصري خلال الرسالة أن على روسيا أن تتوقف عما تقوم به، وهو ما سيؤدي إلى نجاح العمل، ولكن هذه الدعوات هي الوحيدة التي قدمها بلينكن”.
وأضاف لافروف: “إن المصلحة الحقيقية للولايات المتحدة والغرب صرح بها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، عندما قال إن على روسيا أن تنهزم وإن الغرب لا يسمح لأوكرانيا بالخسارة والهزيمة، باعتبار أن ذلك يعني أن أوروبا تنهزم، وهو ما يعني أن (الناتو) سينفذ مسؤوليته الكاملة في هذا المجال”.
وقال لافروف: “إن الحديث هنا لا يدور حول أوكرانيا ولا نظام كييف الذي لا يتمتع بأي استقلالية ويخضع لإملاءات أمريكية، بل إنهم لا يريدون أي شيء يمكن أن يمس بهيمنة الولايات المتحدة، وأطلب من نظيري بلينكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا”.
وفي الموضوع ذاته، لفت لافروف إلى زيادة المحاولات لتهديد أمن روسيا عبر استمرار إمداد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية، لكن القوات المسلحة الروسية تراقب ذلك وتقوم بالحيلولة دون تحقيق أهداف الغرب في أوكرانيا، مشدداً على أن “الطريق نحو السلام لن يكون عبر إمداد أوكرانيا بالأسلحة، كما لن نسمح لنظام كييف باتباع سياسات التمييز”.
لافروف: الغرب يتعامل مع إيران بعدوانية ويتعدى على صلاحيات مجلس الأمن
وبشأن الملف الإيراني، أعرب لافروف عن قلق موسكو إزاء الهجوم على إيران، واصفاً مسار الغرب لتدمير خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني بأنه “خطأ فادح”، لأنه اتخذ مساراً صريحاً لتدمير وتقويض هذه الوثيقة المهمة التي صدق عليها مجلس الأمن الدولي بالإجماع، لافتاً إلى أنه على الولايات المتحدة العودة إلى وعيها واتخاذ محاولات واضحة وجادة لإعادة إحياء هذه الخطة، وخاصة أن الغرب بدأ باتخاذ خطوات غير عقلانية.
وبين لافروف أن المؤسسات النووية الإيرانية تعرضت لتفتيش صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونفت أي استخدامات غير سلمية للطاقة النووية، إلا أن الغرب يتعامل معها بعدوانية ويتعدى على صلاحيات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدلاً من تنفيذ قراراته.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تدرس من بين أمور أخرى خيارات عسكرية لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، شدد لافروف على أن تصرفات الغرب تعني شيئاً واحداً فقط، وهو أنهم يفضلون تجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي، والانتقال إلى الأعمال العدوانية بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، بدلاً من تنفيذ قرارات الهيئة العليا للأمم المتحدة.
وحول العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر، أكد لافروف أن العلاقات وثيقة بين البلدين ويجري العمل على تطويرها، موضحاً أن حجم التبادل التجاري ارتفع العام الماضي إلى 6 مليارات دولار، وهناك مشاريع استثمارية ثنائية بما في ذلك إنشاء محطة طاقة نووية في مصر، والعمل جار لتعزيز التعاون في مجالات أخرى، بينها الثقافة والتعليم والصناعة والطاقة وتوريد القمح الروسي إلى مصر.
شكري: ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري
من جانبه أوضح وزير الخارجية المصري أنه بحث مع نظيره لافروف الأوضاع في سورية وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها، وعدم التدخل في الشأن السوري.
وحول الرسالة الأمريكية لروسيا، لفت شكري إلى أن مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري، بما يلبي المصالح لكل الأطراف، وهي ستتابع التطورات في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، وستستمر في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة.
ونوه شكري بعمق العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين، والتي تستند إلى أرضية مستقرة وصلبة من الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن العمل جار للانتهاء من المشروعات الثنائية، بما يؤتي ثماره ويوطد هذه العلاقات.