التنورة…!!

برنارد شو، جالس في إحدى الحفلات سيدة اختلف معها وفاصلها بكل وضوح على ثمن وتسعيرة قضاء ليلة معها، بعرض وطلب مختصر يختزل ردّات فعلها مابين قبولها بمبلغ المليون مع ابتسامة، ورفضها العشر جنيهات بعصبية ونفور وعويل مصحوب بجملة استفهامية:
«مَنْ تظنني أكون..؟!»
حوار خلّده جواب برنارد شو:
«نحن عرفنا مَنْ تكونين، فقط اختلفنا على الأجر»
وغفل عن ذكر السيدة لأنه هيهات أن يكون لغانية مأجورة نصيب في مرويّة قالها برنارد شو.
المغزى فيه لا يقتصر على بائعات الهوى، وهذا الأمر ليس حكراً على النساء اعتادت تسويقه أفلام السينما والدراما التلفزيونية، ورغم وجود شواهد يومية تطول العنصر النسائي المشبوه بقصر وطول تنورتها واستحكام صاحبتها بحسن الحضور والمفعول، لكن معرفة حجم مَن (تكون) والتسعيرة لم تعد محصورة بمثال برناردشو ولا الغانية من دون غيرها من أصحاب المهن.
فالأجر، مابين الرفض والقبول صار المرآة الفاضحة لكثير من الأعمال والوظائف وطباع الشخصيات والنفوس المفضوحة، هؤلاء الذين ينتقلون من ضفة لأخرى ومن رأي لآخر مقلوب، ومن صورة لصورة، ومن وجهٍ لوجه آخر لعملة واحدة، جعلنا نعرف وبوضوح من يكون الشخص المأجور..!!
فهو انتهازي، ابتزازي، قرصنجي.. لا يتوانى عن «الردح» وتلفيق الأكاذيب وصناعتها بحرفية.. فكلما ازداد الدهاء زاد الأجر يابرناردشو.
فلا ولاء إلا للمال، والتبعيّة والفوضى (المنظمة) الكلامية والسلوكية والفكرية لاتكون إلا لمن ارتضى أن يكون سلعة، وكرة جاهزة لتسقط في المرمى وتحقيق «الغول» و«الشو» المطلوب.

لذلك، أزعم أنه ما عاد الاستعراض يفاجئنا، لا فيديو مصور ولا منشور على تويتر أو الفيسبوك، ولا حتى أثير فضاء أو مانشيت لصحيفة صفراء أو عنوان مسلسل رمضاني، ومن هم بالدولار والتمويل والتحويل الآني، يتحركون ويتقاضون على الظهور والخفوت، ولا يتثاءبون إلا وأصفار رصيدهم في البنوك تتصاعد حسب توقيت موائد الفاعل والمفعول من نجوم السياسة والاقتصاد والحروب.. والرخص ليس محصوراً بمن يرتدي التنورة أو البنطلون.
لذلك، وإن تهافتت بعض التصريحات والتعليقات لمشهور أياً يكن، فنحن وعلى حدّ قول برنارد شو نعرف مَنْ يكون..!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الكلام أثناء النوم ليس مرضاً نفسياً.. ارتفاع أسعار "مواد التجميل" يستفز "حسناوات الدخل المحدود ".. سباق أولويات في الزمن الصعب.. أزمة نقل خانقة.. ولجنة المحروقات بمحافظة حمص تخصص كمية مازوت احتياطية "التجاري" و"التسليف "يتريثان باستلام طلبات قروض طاقة جديدة... والعقاري لم يوقع الاتفاقية بعد انخفاض أسعار الفروج مثير للتساؤلات والشكوك.. مربون يتهمون التهريب و "حماية المستهلك" تفسر والجمارك تنفي.. قامت على دراسات اقتصادية وموضوعية معمقة.. وزارة الصناعة: دمج المؤسسات العامة ذات النشاط المتماثل يولد قيمة مضافة وينسجم مع الإصلاح الإداري بحضور رسمي وشعبي حاشد.. البطريرك يازجي يزيح الستارة لإعادة ترميم  كاتدرائية القديس جورجيوس في اللاذقية أول الغيث 221 طناً... فلاحو الحسكة يبادرون إلى تسليم أقماحهم لـ«السورية للحبوب» وزير التجارة الداخلية لتجّار حلب: مستعدون لمناقشة أي مقترح ينشط الحركة التجارية.. ونعد دراسة لتعديل قانون حماية المستهلك رقم ٨ هطولات مطرية متفرقة أغزرها في كسب باللاذقية