الأدوية البيطرية من دائرة التشكيك إلى التصدير تغطي ٨٠٪ من حاجة السوق وصدّرنا منها بقيمة ١.٥ مليون دولار

تشرين – لمى سليمان: 

يمتنع العديد من مربي الماشية عن طلب الأطباء البيطريين عند حدوث أي طارئ صحي للماشية وبدلاً من ذلك يتم اللجوء إلى أقرب صيدلية بيطرية طلباً للأدوية والاستشارة. في حين يلجأ البعض الآخر إلى العلاجات الطبيعية القديمة ويبتعد كل البعد عن الأدوية والأطباء، وفي كلتا الحالتين قد تكون النتيجة وبالاً على الماشية.. فهل تكمن المشكلة في الأدوية البيطرية وأسعارها وقيمة استشارة الطبيب البيطري أم في تفكير المربي؟

يرى مدير الصحة الحيوانية الدكتور باسم محسن في حديثه لـ«تشرين» أن سوء الوضع المعيشي وارتفاع تكاليف الإنتاج مضافاً إليهما نقص الخبرة وعدم الدراية بأهمية التشخيص الدقيق للحالة المرضية تمنع بعض المربين من سؤال الطبيب البيطري، وفي رأيهم فإنه يمكن الاستعاضة عن قيمة الاستشارة بشراء الأدوية فورياً من الصيدلية البيطرية، لكن الأمر قد تنتج عنه تجربة أنواع عديدة من الأدوية قبل الحصول على نتيجة مرجوة من العلاج، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب قد تكون أكثر ضرراً على الماشية.

ويرى الدكتور محسن أن الأدوية البيطرية أثبتت نجاحها بشرط الاستخدام الصحيح وفقاً للجرعة والاستطباب الصحيح من المربين، وأن قطاع الأدوية البيطرية أثبت نجاحه بدليل الانتشار الواسع للمستحضرات المنتجة محلياً وسمعتها الحقلية الجيدة والطلب المتزايد عليها، فضلاً عن أنه جزء من الصناعات الداعمة للاقتصاد الوطني نظراً لتراكم الخبرات وزيادة الاستثمارات به بشكل يفوق احتياجات السوق المحلية بما يؤمن وجود فائض بالإنتاج يتم تصديره إلى العديد من دول العالم.

كما أن قطاع الأدوية البيطرية- حسب محسن- يغطي ما يزيد على 80% من احتياجات الثروة الحيوانية في القطر بمختلف أنواعها، إضافة إلى تغطية حاجة السوق المحلية، ورغم صعوبات الشحن في ظل ظروف الأزمة والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على القطر كانت هناك حركة تصدير جيدة إلى الأسواق العالمية منها (السودان – العراق – قطر – الأردن – موريتانيا – أذربيجان – سلطنة عمان – السعودية – الكويت – اليمن – تشاد – مصر)، حيث بلغت قيمة الصادرات لعام 2022 مليوناً ونصف مليون دولار.

ويؤكد محسن أن تسعير الأدوية البيطرية يتم من مديرية الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتتم مراقبة الأسعار من الضابطة العدلية للرقابة الدوائية في وزارة الزراعة، ولا يمكن تقدير حاجة الثروة الحيوانية من الأدوية البيطرية لكون بعض الأدوية توصف لأمراض موسمية، وأكثر المناطق استهلاكاً للأدوية هي الأكثر كثافة عددية بالنسبة للحيوانات مثل حماة التي تستهلك نسبة كبيرة من أدوية الدواجن، وكذلك ريف دمشق والغاب وغيرهما من المناطق ذات الحيازات الكبيرة .

ويتم ترميم النقص الحاصل في بعض الأدوية والمستحضرات واللقاحات البيطرية النوعية وغير المنتجة من أكثر من خمسة معامل محلية، عن طريق استيرادها بعد تسجيل أو اعتماد الشركات المنتجة لها وتسجيلها أو اعتمادها أصولاً وفقاً للضوابط التي حددتها القرارات الناظمة لهذه العملية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار