موضة تغيير المدربين!
تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرعة الاستغناء عن المدرب في بعض أنديتنا التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة القدم، فتكاد لا تنتهي مرحلة من منافسات دورينا إلّا وتتبعها ظاهرة إقالة أو استقالة المدرب، مع العلم أن المدرب هو ركن أساسي من أركان أي لعبة كانت جماعية أم فردية، وهو العقل المدبر وعلى عاتقه يتم اختيار اللاعبين ومن ثم التوقيع على عقودهم المالية، لذا يجب عليه الاختيار الصحيح لهم ومن ثم تقع على عاتقه بعدها مسؤولية النتائج إيجابية كانت أم سلبية.
وندرك تماماً أنه في دورينا هناك أندية حافظت على مدربيها ومعظمها حدث فيه التغيير نتيجة عدم تحقيق النتائج المطلوبة من جهة ولإرضاء الجمهور من جهة أخرى، وهذا ما حدث في المرحلة الثامنة إذ تقدم الرداوي باستقالته من تدريب الفتوة وكذلك الشمالي من الوحدة واستلم الفتوة والمكيس من حطين،
فظاهرة التغيير أتت نتيجة الاختيار الخاطئ لشخص المدرب منذ البداية، فأغلب إدارات الأندية تجعل من المدرب شماعة لأخطائها الكثيرة فتقوم بإقالته كي تمتص غضب جماهيرها التي تشجعها وتساندها في الخسارة قبل الفوز، متناسين عدم اختياره الصحيح بداية من دون أي ضوابط أو معايير مع وجود خلل في بعض الإدارات وغياب الرقابة من الجهات المسؤولة عن اللعبة بشكل عام، ونحن كمتابعين وكخبرات للعبة نتفق على أن كثرة التغيير ليست الحل الأمثل والأنجع لعلاج إخفاقات الفريق، وخير مثال الفتوة والجيش والطليعة والكرامة قام بتغيير مدربين، والمجد ثلاثة و كذلك بقية الأندية الأخرى، فما هي النتائج؟ مع تأكيدنا بأن لمسات كل مدرب لا تظهر مباشرة على الفريق بل تحتاج مدة، وهنا السؤال المطروح لإدارات الأندية: لماذا لا يعطى المدرب فترة ومن ثم تتم محاسبته؟ فهل مجرد خسارة أو اثنتين يجب التغيير؟.
لتغير إدارات الأندية عقليتها ولتضع الموازيين والمقاييس والأسس السليمة لبناء فرقها بدءاً من اللاعب والمدرب حتى تحصل على النتائج المطلوبة مقرونة بالأداء المميز، فهل ستكون هذه المعادلة موجودة في أندية الأضواء أم إنّ ظاهرة التغيير فقط تأتي لأجل الموضة ليس أكثر.