كنيسة القديس جاورجيوس في عربين تقرع أجراسها من جديد

تشرين- رنا بغدان

قرعت اليوم كنيسة القديس جاورجيوس في عربين أجراسها بعد ترميمها إثر الدمار الذي لحق بها بعد أن أحرقها وخربها الإرهابيون.
وقرعت أجراس الكنيسة ببركة وحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبحضور وفد من الكنيسة الروسية يترأسه ميتروبوليت فولاكولامسك أنطونيوس رئيس قسم العلاقات الخارجية الكنسية في بطريركية أنطاكية وسائر روسيا ومجموعة من الآباء والعلمانيين وسط حضور رسمي وشعبي لافت في قداس احتفالي ترأسه صاحب الغبطة بمناسبة تدشينها.
وفي كلمة ألقاها غبطة البطريرك يوحنا العاشر في أول قداس يقام فيها بمناسبة افتتاحها مع الملحقات التابعة لها, أكد أن مدينة عربين المحروسة بنعمة الرب مع كل أبنائها وشعبها وبكل أطيافه وألوانه مسلمين ومسيحيين يريدون الخير والحب والسلام لأن كل ما حصل فيها وفي الجوار من تخريب ودمار وإرهاب وخطف إضافة إلى الخسارة في الشهداء.. هي روح غريبة عن هذه الديار والبلاد وستبقى سورية كما كانت مصدّرة للعلم والحضارة إلى كل أرجاء العالم، وهي مناسبة لشكر الرب وحمده أولاً وأخيراً.
وتوجه غبطته بالشكر إلى دولة روسيا الاتحادية وكنيستها لمساهمتها في إعمار الكنيسة لتعود «عروساً بهية»، كما شكر الوفد الكنسي الروسي وممثل البطريرك كيريل والحضور الرسمي الروسي الذي يعبر عن الوحدة التي تربط الشعبين والكنيستين الأنطاكية الأرثوذكسية والروسية مع بعضهما البعض بقيادة رئيسنا الدكتور بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين.
وتابع غبطته متوجهاً بالصلاة من أجل السلام في كل العالم وبشكل خاص لأبناء عربين الذين حملوا شعلة النور صابرين ومتمسكين بكل قوتهم بجذورهم الراسخة ليكونوا نوراً يشهد للمسيح في العالم أجمع وليبقوا أبناء الرجاء والحياة والفرح والقوة والأصالة آملين العودة إلى بيوتهم وأعمالهم في مدينتهم المحبوبة التي تشهد اليوم عرساً حقيقياً للعائلة الواحدة في هذه المدينة الطيبة التي تجسد الوحدة الوطنية بكل أبعادها.
في حين شكر الميتروبوليت أنطونيوس ممثل بطريرك موسكو وسائر روسيا البطريرك يوحنا العاشر على إتاحته الفرصة للمشاركة في القداس الاحتفالي لتدشين الكنيسة مشبهاً الاحتفال بعيد الفصح الذي يعتبر انتصار الخير على الشر وانتصار الحياة على الموت، فقد رأى هذا المشروع النور بفضل إيمان أبناء المدينة بأنهم سينتصرون على الشر والموت والإرهاب فعادت كنيستهم بهية بمساعدة ومشاركة الحكومة الروسية وعلى رأسها الرئيس بوتين لتكون شهادة جديدة على الصداقة التي تربط البلدين الصديقين وشاهد على إعادة الحياة والأمن والأمان لسورية الحضارة منذ ميلاد السيد المسيح.
وفي تصريح خاص لـ«تشرين» تحدث الأب دانيال نعمة كاهن رعية عربين عن هذه المناسبة قائلاً: بعد مرور أحد عشر عاماً على تهجير رعية كنيسة القديس جاورجيوس في عربين تم اليوم إعادة افتتاح وتدشين الكنيسة بعد ترميمها بالكامل مع ملحقاتها إثر الدمار الذي لحق بها من جراء الحرب التي كانت حاصلة والتي أجبرت عائلات الرعية على مغادرة بيوتهم ومحلاتهم والانتقال للعيش في مناطق مختلفة, وترأس قداس الافتتاح صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس مع وفد من الكنيسة الروسية وسط حضور رسمي وشعبي كبير ، حيث انتظر أبناء مدينة “عربين” هذا الحدث الكبير الذي يعبر عن وحدة الشعب السوري وتعايشه بكافة أطيافه، كما أنه يشكل داعماً رئيسياً في تشجيع العائلات على العودة إلى بيوتها التي تهجرت منها والتي عاش فيها الآباء والأجداد, وكانت هذه الكنيسة المباركة تمارس دورها في خدمة أبناء رعية عربين بالإضافة إلى المدرسة الابتدائية الموجودة فيها والتي تقدم خدماتها لكل أبناء المنطقة. واليوم تأمل عودة الحياة الرعائية والاجتماعية إلى طبيعتها في تلك المنطقة لتعكس الصورة الحقيقية والطبيعية التي نعيشها في وطننا سورية منذ آلاف السنين ولكي تكون دليلاً على انتصار الحق والفكر والحضارة والبناء في وجه الجهل والتخريب والتدمير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار