الإقلاعُ عن الحطب

رغم أني أقلعت عن التدخين منذ نحو ثلاث سنوات، بعد رحلة إدمان على الحمراء الطويلة استمرت أكثر من أربعين عاماً، كان سعالي خلال تلك الفترة مصدر إزعاج لأهل بيتي وللجيران، خاصة الجارات اللواتي كن يسألن زوجتي عن مرضي وأسبابه، وما اذا وفقت بعلاج مناسب .
كانت زوجتي تشرح لهن سبب هذا السعال الحاد بأن النيكوتين والقطران قد (طلسا) الرئة بأكملها، ولم يتركا إلا السعال والحشرجة التي تشبه صياح الديك في الشهيق والزفير الى أن هداني الله إلى الإقلاع عنه، وارتاح الجيران وأهل البيت من إزعاجي لهم بسعال يشابه اصطدام المعادن ببعضها، ولم يتبين لي حتى الآن إن كنت سأندم على تلك الخطوة أم لا!!
المهم في الموضوع أنني أصبحت قادراً على حمل أسطوانة الغاز التي تخبرني ( تكامل ) بموعد وصولها كل نحو ستين يوماً وأكثر الى الطابق الثالث من دون توقف مع بعض اللهاث، وحتى لو قرّبت «تكامل» موعد وصول رسالة ( استلم أسطوانة الغاز من .. ) كل ثلاثين يوماً، وبلهجة الآمر هذه، سأقوم أيضا بحملها الى الطابق الثالث، وليتها تجرب ولو مرة واحدة وتراقب كيف ( أنتعها) وأركض بها على الدرج مثل غزال فزع لكنها لن تعمل بعقلي وتغامر .
المهم منذ أيام عاد السعال، وعادت معها أسئلة أهل الدار والجيران، اتهموني بالتدخين تهريباً، وشككوا كثيراً في إجاباتي بالنفي.. إذاً كيف عاد هذا السعال؟!
حتى إني وقعت في حيرة كبيرة في تفسير أسباب عودة السعال، و بدأت أشك بذاكرتي ..( أي إنني أدخن تهريباً عني ) من دون إدراك .
وبعد تداول الأمر مع العائلة ثبت بالدليل القاطع أن السبب هو النفخ على الحطب، وفي التفاصيل: أنه بعد أن عضّنا البرد قمت بتحويل المدفأة التي تعمل على المازوت إلى مدفأة تعمل على الحطب، ولأنها غير مجهزة لهذه المهمة، ولا توافق المواصفات القياسية السورية (لصوبيا) الحطب، ولأن تكامل لم ( تأمرني) بعد لاستلام الخمسين ليتراً المخصصة لأسرتي لغرض التدفئة مثل الكثير من الأسر في طرطوس وغيرها، لذلك، فإن النفخ السريع والمتواصل لإشعال الحطب والحصول على الدفء خاصة لأبنائي الذين أجبرت معهم على استنشاق الدخان الذي يملأ البيت أدى الى عودة السعال من دون شفقة ولا رحمة، وتبين أيضاً أن هذه الحالة مستمرة حتى أقلع عن تنفيخ الحطب..إذا لم تصدقوا .. جربوا !!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار