دور المرأة في الحياة دور عظيم…
د.رحيم هادي الشمخي:
تُصاب المرأة العربية بالاكتئاب والأمراض النفسية، وذلك لتعرضها إلى تغيرات هرمونية وبيولوجية كثيرة أولاً، وإلى ضغوط اجتماعية ثانياً، ولكنها في جميع الحالات تلوم نفسها، وتزيد من حجم الضغط النفسي الذي تعانيه، إذ تحمّل نفسها المسؤولية دائماً تجاه ما حولها، فكثيراً ما تشعر المرأة العاملة بتأنيب الضمير لأنها موزعة بين العمل والمنزل، وتحسب بأنها لا تؤدي وظيفتها كما يجب في المكتب أو في البيت فهي موزعة بين تأكيد ذاتها في العمل وبين واجبها نحو بيتها وزوجها وأولادها، وقد تصل في نهاية هذا العذاب إلى قرار واحد، أن تختار بين عملها وبيتها.
وفي الوقت نفسه أصبحت مشاركة المرأة في تمويل الزواج أمراً ضرورياً، وقد تحوّل عمل المرأة إلى ضرورة اقتصادية واجتماعية، وأصبحت المرأة التي تلازم البيت وتضحي بالعمل عبئاً اقتصادياً، بل وأكثر من هذا أصبحت امرأة من الدرجة الثانية، وهكذا، فالمرأة التي تتعلم وتحصل على شهادتها الجامعية، وفي بعض الأحيان الماجستير أو الدكتوراه، تشعر بأنها أهدرت وقتها وصحتها على الدراسة ثم انتهت بتعليق الشهادة في البيت، أو حتى وضعها في درج المكتب، وفجأة يُصاب الجميع بفقدان الذاكرة ويتناسون مجهوداتها وتضحياتها، ويتعاملون معها وكأنها أقل من الآخريات، فيما تنظر هي إلى زميلاتها اللواتي التحقن بالعمل بشيء من الأسى وربما الحسد.
وشعور المرأة المستمر بالذنب يجعلها عصبية، وقد تندفع إلى تصرفات طائشة سواء في المكتب أو البيت، فهي تربّت على أسطورة الأمومة الشاملة، التي سادت القرون الماضية، أي إن الرجل يعمل في الخارج والمرأة تعمل في البيت، فإذا نزلت للعمل تعرضت للنقد من الجميع سواء من قبل أسرتها أو مجتمعها العربي، وإذا ضحّت بالعمل أصبحت عبئاً اقتصادياً، فالمرأة العربية متهمة دائماً، وهذا يثبت أن دور المرأة العربية في الحياة دور عظيم، فهي تستطيع أن تؤثر في المجتمع العربي سلباً أو إيجاباً تأثيراً عميقاً، والمجتمع الآن يشهد تطوراً حاسماً يتضح في قسمات جديدة حيث تنتزع المرأة حقوقها وتعيد اكتشاف نفسها، وتغير من مفهوم علاقة الرجل بالمرأة، ومفهوم دورها في المجتمع، ولكنها مع كل ذلك لا تزال حقوقها ضائعة لقساوة المجتمع في هذا الزمن العربي الرديء.