واشنطن وافتعال التوترات لجر الصين وروسيا إلى حروب استنزاف 

اتهمت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، واشنطن وحلفاءها بمحاولة السيطرة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال اتباع نهج العسكرة، وقال الوزير الروسي: «واشنطن وحلف ناتو يحاولان السيطرة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال نهج العسكرة وتأجيج الصراعات بالتنسيق مع حلفائهم في المنطقة».

تصريحات لافروف جاءت، خلال مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة دول شرق آسيا في كمبوديا، وأضاف الوزير الروسي: حلف الأطلسي كان دفاعياً عندما كان الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو قائمين، ولكنه أخذ في توسيعِ خطوطه الدفاعية بعد غيابِ الاتحاد السوفييتي، ووصل به المطاف في قمةِ مدريد الأخيرة إلى إعلان مسؤوليته الكاملة عن أمن أوروبا والمحيط الأطلسي والمحيطين الهندي والهادئ، وبحر الصين..

بينما شدد الرئيس الأمريكي خلال كلمة ألقاها في قمةِ دول جنوب شرق آسيا في كمبوديا على حرص بلاده على منافسة الصين مع ضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع.. فما وراء المساعي الأمريكية لعسكرة جنوب شرق آسيا؟ وما احتمالات الصدام الغربي مع الصين وروسيا؟

قبل أيام التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيسا اليابان وكوريا الجنوبية لتنسيق ردهم على التهديد الذي تمثله برامج الصواريخ النووية والبالستية لكوريا الديموقراطية، وكذلك للحصول على مدخلات بشأن إدارة الموقف الحازم للصين في منطقة المحيط الهادئ.

وعلى هامش قمة شرق آسيا في كمبوديا، جلس الرؤساء الثلاثة، حيث قال بايدن: «إننا نواجه تحديات حقيقية، لكن دولنا أصبحت أكثر توافقاً من أي وقت مضى»، وذكر البيت الأبيض أن واشنطن وطوكيو وسيئول تتعهد برد «قوي وحازم» على أي اختبار نووي محتمل لبيونغ يانغ. كما أكد البيت الأبيض أن اجتماع الشراكة الثلاث لمنطقة المحيطين جدد إدانة التجارب الصاروخية لكوريا.

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي: إن زيارة بايدن إلى كمبوديا تظهر مدى وضوح «المطالب المتزايدة» على الانخراط الأمريكي بالمنطقة.

وأضاف: إن بايدن سيوضح للرئيس الصيني أن واشنطن لا تسعى إلى المنافسة أو الصراع، مؤكداً أن بايدن يسعى لاستغلال لقائه مع الرئيس الصيني بأفضل شكل ممكن والاجتماع قد يستمر «عدة ساعات».

خلال العام الجاري، ساد تفكير انتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة والغرب، مفاده التفكير في احتمال عدّه كثيرون غير وارد تقريباً منذ زمن الحرب الباردة، وهو نشوب صراع عسكري كبير بين قوتين عظميَين. ولأول مرة منذ عقود، أعلنت موسكو التعبئة العامة الجزئية لقوة احتياط الجيش الروسي مع تهديدات صريحة باستخدام السلاح النووي.

في السياق، وفي وقت غير بعيد، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي «نانسي بيلوسي» إلى تايوان، صعَّدت بكين هي الأخرى تهديدها بتنفيذ عمل عسكري في الجزيرة، وأجرت مناورات عسكرية بالفعل في جوارها، مع تزايد الحديث عن احتمالية ضم تايوان، ومع التوترات حول تايوان التي تفاقمت بسبب اصطفاف الصين إلى جانب روسيا في الحرب الأوكرانية، بات من الصعب عودة دبلوماسية القوة العظمى إلى مستوى أكثر توازناً، فقد فقدت العولمة الاقتصادية جزءاً من حجتها الأساسية لنشر السلام فيما يتعلق بروسيا بعد العقوبات الغربية عليها.

تعتمد كلٌّ من الصين وروسيا بدرجة غير عادية على التجارة لتحقيق النمو الاقتصادي وتأمين موقعهما على المسرح العالمي، فقد تمكَّنت الصين من مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي خمس مرات في العقدين الماضيين من خلال تصدير المنتجات المصنعة بدرجة كبيرة، في حين يأتي أكثر من 50% من عائدات الحكومة الروسية من تصدير النفط والغاز، ووفقاً للرؤية الليبرالية للعلاقات الدولية، تضع هذه العلاقات الاقتصادية ثمناً أعلى بكثير للصراع العسكري لكلا البلدين.

في غضون ذلك عندما تسعى القوى العظمى إلى الاعتماد على الاقتصاد للمساعدة في الحفاظ على السلام، فإنها تواجه عملية موازنة صعبة، فلا يكفي الحصول على معدلات تجارة مرتفعة، لأن الدول التي تجني ثماراً كبيرة يمكن دفعها إلى سياسات أكثر عدوانية إذا شعرت أنها لا تتمتع بإمكانية الوصول الكافي إلى المواد الخام والأسواق التي تحتاج إليها الدولة للحفاظ على مكانتها بوصفها قوة عظمى، وحينها قد تنحصر الخيارات في انحدار بطيء من على سلم القوى الدولية أو اللجوء إلى المواجهة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي