فروسيتنا تستحقّ
لا شك في أن أحلام فرسان حلب في فترة التسعينيات من القرن الماضي باتت حقيقةً مؤكدة، بعد معاناة كبيرة عاشها هواة رياضة الآباء والأجداد قبل تلك الفترة في مقرهم القديم في حي الشيخ طه والذي يقع على سرير نهر قويق «قبل تجميله» الأمر الذي كان يرتب عليهم أعباء كبيرة، خاصة أثناء طوفان النهر في فصل الشتاء، فضلاً عن تواضع المقر وغياب مضمار السباقات وميدان قفز الحواجز إضافة إلى الكثير من المعايير المطلوبة لممارسة هذه الرياضة الراقية، لذلك كان الحل الأمثل وقتهاهو اللجوء إلى ملعب دار المعلمين لحين تجهيز المقر الأنموذجي للعبة الفروسية والانتهاء من تشييد منشأة حريتان الحضارية التي تليق بفرساننا، والتي استضافت العديد من البطولات التصنيفية العربية للفروسية.
ولعل الأمر الذي زاد مساحة التفاؤل لدى فرساننا ،هوإعلان إشهار المنشأة التي أطلق عليها اسم «نادي باسل الأسد للفروسية والرماية بحلب»، وكم كان فرساننا ورياضيونا سعيدين لما لمسوه من نهضة كبيرة لأعمال التحسين والتأهيل خلال العقد الأول من القرن الحالي، تجسدت باستضافة دورة الوفاء الدولية، لكونها باتت تضاهي المنشآت الدولية بجمالها وحداثتها، ولتضفي ألقاً على مختلف الدورات التي استمرت بغية الحفاظ على اللبنة الأساسية لفرساننا وفارساتنا على امتداد الوطن.
لكن للأسف، لم تدم الفرحة، فقبل نحو “١٠” سنوات تحولت هذه المنشأة الحضارية كما غيرها الكثير إلى ركام نتيجة الحرب الإرهابية الكونية التي شنت على وطننا بعامة وحلب على بخاصة.
والآن نستطيع القول مجدداً إن الآمال لم تتبدّد، وإن مرحلة الإعمار بدأت منذ زمن بهمة عمالنا العالية نتيجة الخطوات الجادة لاتحاد الفروسية بغية إعادة الحياة والتألق لنادي الفروسية في حلب، كل ذلك لنشهد مجدداً عودة هذه المنشأة الحضارية أفضل مما كانت عليه في السابق، ولعل الأيام القليلة القادمة سترينا حقيقة ما وعِد به رياضيو الفروسية في وطننا الحبيب.