«العقل والإيمان» جناحا الإنسان

الأب: حسن سليمان الطبرة

عمر الشباب بالنسبة للإنسان يمثّل الزهر بالنسبة للنباتات بكل أشكالها، فالشجرة التي لا تزهر لا تثمر.. ذلك ينطبق على الإنسان الذي تمثّل مرحلة الشباب عنده عمر الحياة، فإذا استطعنا بناء شباب سليم ضمنّا مستقبلاً سليماً للفرد والوطن والمجتمع. ذلك يؤكد ضرورة تضافر الجهود البيتية والمجتمعية ومؤسسات إعداد الشبيبة بكافة مشاربها لإعداد النشء والشباب.
ولكي يحصل المجتمع على شباب سليم يجب أن تتضافر الجهود أيضاً من خلال إعداد طفولة سليمة، وذلك يحتاج إلى الاستفادة من الانتربولوجيا «علم الإنسان» في إعداد الطفولة والشباب السليمين من خلال الاهتمام بالنشء إيمانياً وعقلياً، حيث إن الاثنين بحاجة ماسة إلى بعضهما على قول أحد المتعمقين بعلم إعداد الإنسان، حيث يقول: «يطير الإنسان بجناحين هما الإيمان والعقل»، ويدعو ذلك العالم المتعمّق إلى ضرورة أن يعيش النشء أطفالاً وشباباً الفرح الدائم، ويقول: الشاب غير الفرِح ليس شاباً داعياً إلى بث الموسيقا والغناء والرقص والزغردة في صفوف النشء شباباً وأطفالاً ما يساعدهم على عيش الفرح الحقيقي والداخلي، وينعكس سلاماً واستقراراً في حياتهم، مؤكداً ضرورة اهتمام الأهل والمؤسسات التربوية والتثقيفية للشباب بذلك ومساعدتها النشء على عيش ذلك الفرح باستمرار، مضيفاً أن الشاب غير الفرح يشبه العربة التي تسير بعجلات ” نُفّست” من هوائها، مضيفاً أن الشباب الفرح يشكّل أداة فرح وسعادة كغيره.
هنا يبرز دور الإيمان في خلق الفرح لدى الشباب.. يقول أحد المختصين: «الإيمان بالله هو ينبوع الحب والفرح الحقيقي، والإيمان لا يولّد الحزن، بل الفرح»، ذلك ما نلمسه في حياتنا الاجتماعية وتذكره الكتب المقدّسة واصفة السعادة والحب والفرح بين الله والإنسان، مصوّرة إياها بالشاب والصبية، فالله يحاكي الإنسان، والصورة التي نعيشها بمعناها الغني هي الحب الحقيقي الذي نفتّش عنه في عمر الشباب، ذلك يدعو أن يساعد الأهل والمؤسسات المعنية النشء «يافعين وشباباً وأطفالاً» في التفتيش عن الفرح الحقيقي ليعيشوه في شبابهم بدلاً من عيش السراب والوهم في حياتهم.
ويجب ألّا يغيب عن الأهل والمؤسسات التربوية والتثقيفية أن عمر الشباب يتسم بالشجاعة التي تنبثق عنها المخاطرة والحيوية والدينامية.. وهنا يبرز دورها جلياً في التوجيه السليم لهذه القدرات على المساعدة في استثمار هذه الشجاعة لتبديد المخاطر التي تعترضهم وتجاوزها، حيث إن عمر الشباب هو «عمر القرار والبطولة» من خلال عيش الشباب هذا العنفوان والحمية والدينامية بشكل موجّه ومدروس، حيث يستطيع الشباب تخطّي الخوف وعدم الاستقرار، ويبني مستقبله على الأمل والرجاء، معززين الروح الغيرية وفضيلة الرجاء والأمل، بحيث تتعمق جذور الشباب في وطنهم مهما اعترضهم من صعوبات الفقر وعدم توفر فرص العمل وغيرها، وذلك ببث روح التفاؤل والصبر اللذين يثمران نجاحاً مستقبلياً للشباب ووطنهم، ذلك يستدعي متابعة جهوزية الشباب ومرافقتهم ليستطيعوا تخطّي العقبات التي تعترضهم حياتياً، فمهمة المرافقين من الأهل والمؤسسات المعنية ليست تلبية نقصان رغبة، بل تغيير نظرة حياة النشء وخاصة الشباب في حياتهم وتوجيه تفكيرهم وإخراجهم من مآزق يعيشونها ومساعدتهم على التطلّع إلى مشاريع حياتية تنقذهم وتضمن مستقبلهم ومستقبل وطنهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 180 ألف طالب بين مكمّل ومحسّن يستعدون لتقديم امتحانات الدورة الثانية في 712 مركزاً امتحانياً بصمة إلكترونية بدل بطاقة التأمين الصحي.. مدير هيئة الإشراف على التأمين من حلب: تحد من الهدر والإحراج «زراعي الغاب» بانتظار نحو 85 مليار ليرة لاستكمال تسديد الحبوب المسوقة في مجاله استخدام الهاتف كوسيلة لتهدئة الأطفال يدمرهم على المدى الطويل ٥ مليارات ليرة الخطة الاستثمارية للشركات الإنشائية في الربع الأول من العام الحالي الحرارة إلى انخفاض وأمطار خفيفة متوقعة في المرتفعات الساحلية الخارجية الروسية: تصريحات زيلينسكي حول إنهاء النزاع مرتبطة بالانتخابات الأمريكية قبيل الانتخابات الرئاسية.. فنزويلا تعزز إجراءاتها الأمنية والرئيس ماورو: السلام سينتصر من بينها أزمة نقص الجنود.. تحدّيات خطرة تواجه الجيش البريطاني 120 ميغا إنتاجنا عبر الطاقات المتجددة ونهدف للوصول إلى 4000 ميغا عام 2030.. الوزير الزامل: ملتزمون بدعم الكهرباء المنزلية