“العسل” الكهربائي ولّى!

“إجت الحزينة تفرح ما لقيت لحالها مطرح”.. هذا ما يردده أهالي حلب هذه الأيام بعد مباغتتهم بتقنين جائر كأيام “العتمة” القاسية، مع إنهم كان يأملون توديعها إلى غير رجعة قبل إقلاع العنفة الخامسة في المحطة الحرارية، لكن على ما يبدو لم تنطبق حسابات أحلامهم مع بيدر تقصير المعنيين، بدليل انتهاء شهر “العسل” الكهربائي فجأة وعودة الوضع إلى ترديه السابق في أيام حرٍّ لا تحتمل من دون أي مقدمات.

واقع الكهرباء السيئ مطبق في جميع المحافظات، لكن يأخذ منحى مختلفاً في العاصمة الاقتصادية بعد إطلاق وعود عريضة بعدم العودة إلى فترة “الحرمان” الكهربائي على نحو يخلصهم من تجار الأمبير وفاتورتهم المرتفعة، التي يبدو أنها ستبقى جاثمة على جيوبهم في ظل عجز المعنيين على الإيفاء بمسؤولياتهم، والتساؤل المشروع: ألم يكن لدى الجهات المعنية تصور لمخزون الغاز المغذي للمحطة الحرارية لفترات زمنية محددة، تفادياً للوقوع في مطب الفشل في ترسيخ الإنجاز المتحقق بتشغيل المحطة الحرارية، ولماذا تكررت أزمة الغاز فجأة وازدادت معها ساعات التقنين وخسائر العائلات والفعاليات الاقتصادية، وبالتالي تعرض اقتصادنا إلى خسائر بالجملة لا أحد يتجرأ على إعلان أرقامها، والسبب عدم التحوط لمثل هذه الحالات علماً أنه تم الاعلان عن انتهاء أزمة المحروقات بوصول قوافلها إلى مخازنها، فأين ذهبت الكميات المستوردة، وكيف تبخرت متسببة بأزمة اقتصادية جديدة من جراء فرض هذا التقنين الشديد الذي يعد سببه المباشر سوء إدارة ملف الكهرباء والمشتقات النفطية.

ما حصل مع أهالي حلب وسرقة فرحتهم قبل اكتمالها بعد سنوات من “التعتيم” المرهق، يفترض ألّا يمر من دون مساءلة ومحاسبة لكون هذا الفعل يحمل في طياته تقصيراً وعدم مبالاة بهموم المواطنين، بالنظر إلى الفترة القصيرة بين إطلاق الوعود والواقع المستجد المعاكس، حيث يتوجب أن تكون هناك دراسات دقيقة وتوقع لمثل هذه الحالات بغية تداركها مع مكاشفة المواطن وليس تعشيمه بآمال قد لا تتحقق أقله حالياً، ما يجعله متقبلاً للواقع رغم ضغوطه المعيشية الكثيرة، التي ستعود للتفاقم مع زيادة جبروت تجار الأمبير بعد الفشل بتأمين الاستقرار الكهربائي لمدة شهر، فمن المسؤول عن هذا الخلل الكبير؟ ولماذا يبقى المقصر في عمله، في تجاهل لنتائج أفعاله، التي تسببت في خسائر مهولة على الاقتصاد تتجاوز مليارات الليرات بفعل الاحتكام دوماً إلى فرض تقنين قاسٍ قائم في مناطق كثيرة على اتباع سياسة الخيار والفقوس، في ظل تولي الدفة إدارات غير كفوءة كانت السبب الرئيس في إيصالنا إلى هذا الدرك الصعب بينما تتواجد لدينا كفاءات وخبرات مهمشة لو اختيرت لكان اقتصادنا ومعيشتنا في أمان أكثر؟!.. فإلى متى الانتظار؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ميداليتان فضّيتان وبرونزية لسورية في الأولمبياد العالمي للكيمياء ينسجم مع تاريخ الصهيونية في انتهاك الحرمات.. وزير الأوقاف: الإساءة للسيد المسيح في حفل افتتاح أولمبياد باريس هي إساءة لكل الأنبياء والمعتقدات الأمين العام المساعد لحزب البعث : أبناء قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية، كانوا وسيبقون رجال المواقف الأشداء الذين يقهرون الاحتلال الرئيس بزشكيان للوفد السوري المشارك في مراسم تنصيبه: أهمية التركيز على تطوير العلاقات في كل المجالات والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية اتفاقية تعاون بين اتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وحلب.. الوزير المنجد: نسعى إلى تعزيز مبدأ التشاركية مع المنظمات غير الحكومية وبناء قاعدة معرفية أهلنا في الجولان يرفضون المواقف التحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء الأطفال سورية تحيي الموقف البطولي لأهلنا في الجولان المحتل ورفضهم زيارة مجرمي الاحتلال وآخرهم نتنياهو لمجدل شمس وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية