عمال الغزل والتبغ أكثر عرضة للإصابات التنفسية خلال ممارسة أعمالهم

اللاذقية- آلاء هشام عقدة
العمال معرضون للإصابات في كل القطاعات سواء الإنتاجية أم المهنية وتختلف الإصابات حسب طبيعة العمل التي يقوم بها العامل، ما يؤثر بالتالي في صحته أولاً وفي أدائه الوظيفي ثانياً.
أحد عمال الغزل في اللاذقية قال لـ”تشرين”: كنت أعاني من حساسية بسيطة، لكن ممارستي العمل بشكل يومي وتعرضي للغبار والمواد المحسسة، أثرا بشكل كبير على صحتي وتحول مرضي من حساسية بسيطة إلى ربو مزمن.
بدورهم، أكد عدد من عمال مؤسسة التبغ أن غبار التبغ أثر على صحتهم بشكل كبير، وقالوا: الكمامات التي نستخدمها عادية لا تقي من الغبار بشكل كبير ولا تعطي حماية عالية، مشيرين إلى تعرضهم لنوبات ضيق تنفس تلازمهم لفترات طويلة نتيجة استنشاق الغبار.
في المقابل، تقوم دائرة الصحة والسلامة المهنية في مؤسسة التأمينات الإجتماعية عن طريق مفتشيها بالتحقق من ملفات الأمراض المهنية والإحالة إلى المعاش وفق المرسوم ٣٤٦ لعام ٢٠٠٦ ( مرسوم الأعمال الشاقة والخطرة) والتي ترد للدائرة للتأكد من مطابقتها للشروط الفنية والقانونية.
وقالت المهندسة حنان ديب رئيسة دائرة الصحة والسلامة المهنية في اللاذقية لـ”تشرين”: يتعرض العمال خلال عملهم للعديد من المخاطر، وهذا يتعلق بنوع العمل أو النشاط الذي يمارسون، ما يسبب عدداً من الإصابات والأمراض المهنية لدى العمال، مضيفة: تلتزم الجهات العامة بتنظيم بلاغ إصابة للعمال المصابين لديها ويتم إرساله إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية للتحقيق فيه من مفتشي دائرة الصحة والسلامة المهنية والتأكد من مطابقته للشروط القانونية والفنية ( ثبوتيات وطبيعة عمل) ، حيث يتم صرف التعويض المناسب أو معاش عجز وذلك حسب نوع المرض ودرجته.
وبينت ديب أن عدد الأمراض المهنية الواردة إلى المؤسسة خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي بلغ ٨٨ إصابة رئوية (ربو)، ١٢٠ إصابة نقص سمع، إصابات الهيكل العظمي والعضلات (فتق نواة لبية) ١٩٣ إصابة، موضحة أن الإصابات قد تكون أكثر إلا أن هناك مصابين من الممكن أن يكونوا غير مطلعين على القانون ومستفيدين منه وكل الحالات الواردة إلينا بعد دراسة ملفاتها تحصل على تعويض مناسب بشكل فوري.
وأشارت ديب إلى أن من أكثر الأمراض المهنية شيوعاً بين العمال والتي ترد بشكل مستمر هو نقص السمع الناتج عن التعرض المستمر والمتكرر للأصوات العالية ( الضجيج) ويتم قياس نسبة الضجيج بأجهزة قياس متوفرة لدينا ومطابقتها مع عدد ساعات العمل، وأكثر أمراض نقص السمع تكون في معامل الغزل والتبغ بسبب الضجيج الناتج عن الآلات الإنتاجية، والربو المهني الناتج عن التعرض للغبار والمواد المحسسة والمهيجة للجهاز التنفسي مثل غبار القطن والتبغ ، وأيضاً دوالي الساقين الناتجة عن الأعمال التي تتطلب الوقوف لوقت طويل، وهذه الأمراض يكثر ورودها بين المعلمين والممرضين وعمال الآلات، وتتم دراسة طبيعة العمل لهذه الأمراض خلال السنوات الخمس الأخيرة من عمل العامل، إضافة لآلام الظهر والفقرات ( فتق النواة اللبية) والناتجة عن الوقوف والجلوس المديد وهي شائعة في مختلف الأعمال ويشترط توافر 20سنة خدمة فعلية لمنح التعويض.
وأضافت ديب: يتم التوجيه خلال الجولات التي نقوم بها بضرورة ارتداء وسائل الوقاية الشخصية كالكمامات وسدادات الأذن، واللباس الواقي والحذاء، مع العلم أنه يجب أن توجد في كل مؤسسة دائرة صحة وسلامة مهنية هي المعنية والمسؤولة عن متابعة الالتزام بتأمين هذه الأدوات عن طريق الأوراق ومراقبة التقيد بارتدائها والتأكد من جودتها وفاعليتها وملاءمتها للمخاطر الموجودة في كل بيئة عمل.
وأشارت ديب إلى القيام بشكل دائم بجولات على مؤسسات القطاعين العام والخاص لمراقبة بيئة العمل وإعداد تقارير تفتيش عن هذه المنشآت وتسجيل المخاطر التي يتعرض لها العمال أثناء عملهم وكتابة المقترحات لتفاديها والتقليل منها قدر الإمكان، وتوجيه العمال لضرورة استخدام أجهزة الوقاية الشخصية وخصوصاً في شركات الغزل والتبغ، مضيفة :إن نسب الإصابات لا تتوفر لدينا وإنما في الجهات العامة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تعرب عن تضامنها مع إيران جراء حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة رئيسي سورية تعرب عن تضامنها التام مع إيران وتمنياتها بالسلامة للرئيس رئيسي وللمسؤولين الذين كانوا معه الخامنئي: على الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون هناك خلل في عمل البلاد الاتصالات والعدل تبحثان آليات تحويل بعض الخدمات العدلية إلى صيغة إلكترونية عبر منصة «أنجز» ذهبية وفضيتان لسورية في الريشة الطائرة في بطولة العرب البارلمبية بكلفة تقديرية تتجاوز 347 مليار ليرة.. إجازة استثمار جديدة لمشروع مجمع سياحي في طرطوس الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال يوافق على إطلاق المرحلة الثانية من الدعم مجلس الشعب يناقش مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية وزير التجارة الداخلية يذكر التجار بمسؤولياتهم المجتمعية.. ويطمئنهم : مستعدون للحوار والنقاش حول أي موضوع والتعاطي بمرونة وفق الأنظمة والقوانين بعد ملفات الفساد والتجاوزات.. هجوم شديد من أعضاء محافظة حلب على بعض المديرين.. ومطالبات بالإعفاء والتقييم المستمر